الخميس , 3 يوليو 2025

مريم الشكيلية تكتب: عندما تقرع الأقلام

= 4687

 

ماذا أفعل حين تفقد أحرفي بوصلتها أو أن تكون حادة تغوص في لحم الورق ولحمي … أو حين تنفعل وتشطات غضباً وتصرخ في الفراغ ولا تجد ما تتمسك به…

إنني أتبخر في اليوم ألف مرة لو لا تلك الأبجدية التي تتمدد بجانبي….لولا حفنة من المفردات تعيدني إلى تماسك نفسي وتعيد إلي ملامحي القديمة ورهافة شعوري الخاطف….

إنني أحاول أن ألتقط حرفاً ممتلئا بكل الأشياء التي لا تشبهني والتي لا تلتصق بي…
أريد أن أغير من تلك المفردات التي صادف تعثرك بها وجعلتك تتصور مدى هشاشة قلمي…

أريد أن أخرج من رتابة رسائلي التي وصفتها يوماً بفقاعة حبر تهبط على خدوش ورقي…
وإنني أقف خلف سطوري الكتابية خوفاً من أن تنعكس ملامحي على مرايا سطرك….

أريد أن أقلب مقاعد الثمانية وعشرين حرفاً بعد أن بدأت حزمة كتاباتي تسترخي…
أخاف من أن يشيخ قلمي وأنا في منتصف عُمر أو أن يذوب الحبر من إرتفاع حرارة الورق قبل أن تجف تلك الأحاديث التي لم تكتمل…

أحاول أن أجمع بعثرات أبجديتي قبل أن تهبط العتمة على طاولتي وغرفتي وأقلامي ويلتهم الليل ما كتبته تحت وقع الضوء الزاحف من الخارج.

———————–
* كاتبة عمانية.

شاهد أيضاً

“ليست كل الهزائم تُروى”… خاطرة بقلم: نبيلة حسن عبدالمقصود

عدد المشاهدات = 764 ما أكثر المجهود الذي نبذله حتى نبدو بخير. حين نظهر فقط …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.