الخميس , 26 يونيو 2025

محاولات …. بقلم مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

= 8250

منذ يومين وأنا أحاول أن أخرج من فوة قلمي حرفاً تلوى الآخر لأصنع عقد نص يطوق عنق الورق الأبيض…
إنني أتحايل على أبجديتي أن تطل من نافذة الحبر إلى حقول الأسطر الفارغة لعلها تخرجني معها إلى ضجيج العالم من جديد…

لقد وعدتك أن تكون أحرفي متوشحة اللون الزهري، وأن تكون مفرداتي كلها ربيعية لأربعة فصول، وأن تتفتح كلماتي المرصوفة على الورق كزهر عباد الشمس كأنها تحتفي بمواسم اللغات الخمس…

وعدتك أن تتلاشى الأحرف الضبابية من على المنضدة وقصاصات الأوراق المصفرة كخريف أيلول…، وبأن يذوب الشمع عند آخر قطرة دمع تدحرجت من على سفح سطر..

وكم أجد في هذه اللحظة عمق الأشياء التي حفرت في داخلي، وإنني الآن أنوب حتى عن نفسي التي أحاول جاهدة أن أعيدها إلى ذاك الهدوء الذي فقدته…
وكم أجتهد حتى أنزع ثوب الحداد من كتاباتي، وأضع الحكل على مرفئ كلماتي..

ففي تلك الساعة وعندما غادر الجميع وبقيت وحدي تبعثرت.. حتى ظلي تهاوى، وبقيت اسكب الدمع فوق وسادتي حتى جفت حدقاتي وذبل صوتي.. لم أكن أرغب أن أكتب هذا السطر المبلل حتى لا تجدني أنثى البكاء في كل مرة.. أردت فقط أن أخرج ذاك الشعور الذي يخيم في داخلي عندما أشرع في الكتابة..

هل الكتابة تجردنا من ثباتنا؟ وتحدث أهتزاز مخيف في كياننا الذي لطالما كان الجدار الذي نتكئ عليه؟ …
إنني أتعجب حقاً من قدرت حرف يطيح بمدمعي! وكأنه سيف غرس في لحم الأحلام…

شاهد أيضاً

سهير عمارة - كاتبة 023

“مسرح الحياة: حين ينتصر الزيف وتُغتال الحقيقة” بقلم: د. سهير حسين عمارة

عدد المشاهدات = 4990 الحياة ليست سوى مسرح كبير، تتعدد عليه المشاهد، وتتشابك فيه الأدوار، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.