الأربعاء , 16 يوليو 2025

مجاهدو غزة … أساطير المقاومة التي أذلت الإحتلال 

= 501

بقلم : يامنة بن راضي – الجزائر 

عندما يلتقط المؤمن الأسرار المقدسة للسماء، يؤمن بقدرته على كسر شوكة الظلم مهما كان جبروت الظالمين، وتلك هي قصة المجاهدين في غزة هاشم وهم يكتبون مجدهم التليد بأنفاس إرادتهم وقوة إيمانهم ورميهم المسدد في ساحات الوغى مع عصابات الكيان الصهيوني المجرم الذي أباد سكان غزة عن بكرة أبيهم وعجز عجزا مخزيا عن مواجهة رجال المقاومة الأفذاذ على أرض الميدان وهو بكل ذلك الاستعداد العسكري المهيب ..ولأن الخطر يفر من الشجعان كما يقال فر كيد الصهاينة ونيران دباباتهم ومركافاتهم من وجه البطولة الغزاوية التي أذهلت العالم وتركته يغرق في أتون التساؤلات كيف لهؤلاء المعدمين من السلاح في قطاع مدمر ومحاصر أن يقاتلوا بكل تلك البسالة ؟ وكيف لهؤلاء المقاومين من قلب المعادلة وفرض الكثير من الهزيمة والكثير من ذل الخيبة على صعاليك الكيان المحتل الذي أوتي قوة لا تقهر ؟! …

يقول أيقونة الأدب الفلسطنيي ” غسان كنفاني”: ” تسقط الأجساد لا الفكرة و المقاومة فكرة و الفكرة لا تموت” .. وهي الحقيقة التي يحاول الكيان العنصري المغتصب وزبانيته المستمرون في   غيهم تجاهلها بالرصاص والتدمير والتجويع،نعم لقد رحلت الكثير من أجساد الثوار في سيدة الأرض فلسطين المقدسة، غير ان عقيدة المقاومة ظلت راسخة رسوخ الجبال الراسيات ..رحل القسام والرنتيسي واحمد ياسين والسنوار والضيف وجاء رجال لا يقلون إيمانا وبأسا ليسروا على نفس درب الجهاد المشرف وتقديم الغالي والنفيس من اجل الله وكلمة التوحيد والوطن والعرض ومستقبل أطفال فلسطين، ولكي لا يموت شجر الزيتون في تلك البقعة المباركة ..

لقد صغرت في عين المقاومين العظام عظائم الحرب التي لم تكن متكافئة على الاطلاق بين محتل يمتلك كل أعتى أنواع الأسلحة وبين شباب في عمر الزهور لا يملكون الا إيمانهم وحلمهم في الحرية استوطن التحدي دورتهم الدموية، فراحوا يسقون الكيان المجرم حنظلا مقيتا ويرجمونه بخزي الهزيمة، فكانت عصاباته تفر كفئران مذعورة تتمنى ان لا تخرج من جحورها القذرة، في حين كان مجاهدو غزة العزة يبثون للعالم برمته سنفونيات بطولاتهم التي دوخت الجلاد وساسة الخبث في أوروبا وأمريكا …لا ريب أن مشاهد الشجاعة والإقدام والبطولة التي أتتنا اليوم من غزة المنكوبة أعادت الى أذهاننا زمن بطولات أمتنا الذي كدنا ان ننساها في ظل كل هذا البؤس والذل ..ودون شك أنها ايضا أعادت لنا بعض الكرامة التي نحرت على أعتاب الهوان منذ أمد … 

أخيرا وخلال ثورة الجزائر المجيدة قال مجرم الاستدمار الفرنسي آنذاك الجنرال مارسيل بيجار ” لو أن لي ثلة من أمثال العربي بن مهيدي لفتحت العالم” ..مستغربا ومتأثرا في ذات الوقت من تحدي وشجاعة البطل أيقونة الثوار الجزائريين” العربي بن مهيدي” وهو في زنزانة التعذيب …ومن المؤكد ان هذا البطل الرمز وغيره من أبطال الجزائر ألهموا الكثير من الثوار في العالم وخاصة ثوار فلسطين وغزة …لذلك نقول أن الاحتلال الصهيوني  الجبان الى زوال مادام هناك في غزة وفي كل فلسطين رجال مرابطون على التخوم ..يجاهدون بكل شجاعة ..ديدنهم التحدي الى آخر رمق.

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: الطريق إلى الحبشة وفنكوش سد النهضة؟!

عدد المشاهدات = 4758 الطريق إلى الحبشة وأزمة سد النهضة وفرض سياسة الأمر الواقع وحالة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.