الإثنين , 23 يونيو 2025

فاطمة الرفاعي تكتب: وجمت من فرط البكاء ..!

= 2152

كلما مرت عاصفة تمزق قلبي وانهدت قوتي ووهنت عزيمتي قلت : لم ولن أرى أقسى من هذا ..

وبعد طول حزن وفرط بكاء ..

أجمع أشلائي داخل درع إيماني وأصب على فورة البركان برد يقيني وأتسلح بدعاء معتصم متعلق بحبل الله متطلع للسماء ..

ولا أكاد أمشي خطوات حتى تصبو روحي وتشرأب نفسي لشرف الغاية وجلال المقصد ..

فيجرف الطوفان قدمي ويقتلعها من جذورها وتذروني الرياح وتتبعثر أشلائي التي ما كادت تلتئم ..

فلا أجدني قادرة على البكاء ولا أملك رفاهية الألم وليس لدي وقت لإقامة الحداد …

فأبقى واجمة كالأموات لكن عيني شاهدة على هول المصاب وفداحة الخطب وروحي تتحشرج من فرط الوجع …

فتجرف روحي التراب والركام وقطرات الدماء وشظايا القنابل ورماد البارود وقطع جسدي وروحي التي ذهب منها أكثر مما بقي ..

لتلتقي كلها على ميزان العدل لتسأل ربها بأي ذنب قتلت …

أكفنها جميعا بدثار شرفي ورمز كرامتي وتاج عزتي وخيوط رايتي ..

وأصلي وروحي على هذا الجثمان لاعنة بعضه ومترحمة على بعضه ..

ثم أحفر في سويداء قلبي لحدا وأواريه بكسرات أضلعي وأرويه بما بقي في عروقي من دماء وأغرس حوله بستان قيمي ورضاي ودعائي

ثم جلست روحي بين عيني دار بيني حوار قاس على نفسي قالت :

لماذا أنت حية إلى اليوم؟
ألم يضنك تتابع الكوارث ؟
ألم تهدك كثرة الفواجع ؟
ألم تغتربي من كثرة الفقد؟
لماذا تبقني حبيسة حياة ليس فيها إلا العذاب فقط ؟
هل أحلتك الحروب إلى معذبة مستمتعة بدور الضحية ؟

مازلت واجمة رغم أنني أشعر بسيل دموعي بين عظام خدي وعنقي ..

هزتني روحي طويلا لتتأكد أنني لم أفقد الشعور بعد ..

أشفقت عليها لأن حملها أثقل من الجبال ..

ضممتها على أجداث قلبي وهي تزمجر غاضبة وتأن متعبة ..

ضمدتها بحزام سيفي وخبأتها بين دفات مصحفي وربت عليها بنشيد غاياتي ورسالتي ..

ثم تلوت الآيات وإياها على أجداث فقدناها في دربنا الطويل ..

ثم طاوعتني راضية ورأبت صدع درعي بصهر شظايا القنابل والرصاص وحملت سيفي ..

وقمت أحث الخطى ويدي تحلق في السماء وقدماي تضربان بجذورهما في أعماق الأرض ..

وأنا على يقين أن ينابيع الحياة والأمل ستتفجر تحت قدمي وسترتقي أمجادي من الأرض للسماء على سلم أوصالي …

ومازالت الخطى متتابعة نتعثر ونسقط ونبكي وندمى ؛ لكن لا نتوقف ولا نستسلم ولا نتردد ولا يعتري إيماننا الشك قط..

حوار غير معلن يدور كل لحظة بين أمة عظيمة وروحها من بنيها المخلصين ..

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: المؤامرة على مصر والمخطط الخبيث

عدد المشاهدات = 2248 بعد توترات الشرق الأوسط مصر ليست بعيدة عن الحرب على مصر …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.