موقف يدعو إلى الحزن والفخر في آنٍ واحد شعور مختلط عندما تفقد إنساناً بمواصفات بطل وحزناً على رجل قل أن يجود الزمان بمثله ..
لن أستطيع ما حييت أن أنسي مشهد جلده محترقاً وهو يتساقط من عليه بعد أن عاد ليساعد في إنقاذ باقي السيارات ومحطة الوقود
مشهد مروع لمن يراه عبر الشاشة .. فما بالك بفظاعة ما كان يقاسيه ..
وضرب مثالاً أعلى يحتذى به للتضحية والشهامة والبطولة إيماناً منه بأن هذا هو الواجب الذي كان عليه فعله لأن صنائع المعروف تقي مصارع السوء .. يحمل روحاً صافية خيرة وقلباً نقياً محباً عطوفاً رحيماً ليؤكد لنا من جديد أن الأخيار وإن كانوا قلة في زماننا مازالوا موجودين
هذه هي البطولة الحقيقية التي تستند على أخلاق رفيعة وعاطفة رحيمة وضمير يتحمل المسؤولية فهو بحق بطل وشهم ورجل من أفضل الرجال
فهنيئاً له لقد نال شرف الشهادة و البطولة عندما أعلا المصلحة العامة على حياتة شيء يتم عملياً أمام العالم أجمع ليرى عظمة المصريين فهى بطولة نادرة في زمن طغت فيه الأنانية و نزعة الأنا
إنه الايثار المجسد في شخص البطل الشهيد خالد عبد العال
الذي رسم البطولة فى اسمى صورها ضحى بنفسه من أجل الآخرين وهم غرباء عنه من دافع ماذا يحدث لو حصل الإنفجار داخل محطة الوقود فقرر ونفذ فى لحظات معدودة ولكن أنقذ بها جموع غير محدودة بالرغم من أنه مجرد سائق على سيارة لإحدى شركات الوقود ولكنه رسم البطولة بحياته لتمتد للغرباء عنه فاستحق كلمة البطل بكل ما تحمله الكلمة من معانى
فسلام على روحه النقية وسلام على من علمنا أن الرجولة مواقف وأن البطولة فعل صامت لا ضجيج فيه
فمثل هؤلاء الطيبين والمخلصين الذين يستحقون أن يخلد ذكرهم في التاريخ بأحرف من نور هؤلاء الذين تتجدد بهم ثقتنا في أنفسنا كشعب .. هؤلاء لا السوقة ولا الكذابين ولا من يرقصون في الشوارع بالأسلحة البيضاء ولا الذين يتسولون الدعم على التيك توك بعرض أجساد نسائهم…
هذه التضحية تذكرنا بقصة مشابهة في إحدى الدول العربية وكان بطلها أيضاً سائق مصري وهذا إن دل فإنما يدل على روح الفداء والتضحية في جينات الشعب المصري
هكذا هم المصريون يضربون الأمثال دائماً فى كل ما هو فوق عادة أنواع البشر الآخرين فالمصرى يتميز دائماً عن بقية الجنسيات الأخرى بالشهامة والتضحية بالنفس لإنقاذ الغير فهى جينات لا توجد إلا فى المصريين لذا لقبوا بخير أجناد الأرض وأنهم فى رباط إلى يوم الدين
ولو إنى مسئول في موقع المسئولية لأكرمته فى عائلته و أعطيت أبناءه صك أمان يسخر لهم الصعاب ويكون جواز مرور لهم على كل المستويات عسى أن يعوضهم ولو بجزء بسيط عن فقدانهم بطل عظيم .
لابد أن تكتب هذه الواقعة وتضاف إلى كتاب القراءة للصفوف المدرسية…..ويتعلم منها أجيال المستقبل معنى الولاء والتضحية في سبيل الآخرين … و ذكر اسمه على تلك المحطة التي أنقذها و أنقذ حياة الاخرين
سيشهد التاريخ أن هذا البطل كانت أسمى أمانيه توفير حياة كريمة لأسرته ومستقبل جيد لأولاده فذاك حقه بعد أن ضحى بنفسه من أجل إنقاذ أرواح المواطنين وممتلكاتهم
رجاءاً لا تلبسوه ملابس أجنبية فلا حاجة لنا لسوبرمان ولا لرجل الوطواط بل ألبسوه ملابس عز المسلمين وتضحياتهم و بطولاتهم المستمرة و في عز سواد الليل يخرج منها نوراً يضئ العالم كله إنها الإنسانية التي تعلي قيمة الإنسان وتجعل التضحية بالنفس أعلى مراتب النبل والإيثار هنيئاً له نال أسمى درجات البطولة والعزة بالحياة الدنيا والآخرة
هذا هو المصرى البسيط على مدار التاريخ سطر ويسطر وسيسطر بطولات لا يصدقها عقل وتخرج عن إدراك الواقع
فما فعله هذا السائق الشهم لا ولن نستطيع التعبير عنه بمجرد كلمات لا توفيه حقه لقد ضحى بنفسه ويعلم أنه ذاهب للموت لا محالة لم يفكر لحظه فى أسرته وأولاده بل كان ما يدور فى خاطره و يعصر قلبه خوفاً و ألماً على ما سوف يحدث إن لم يقوم هو بهذه التضحية فمن غيره سوف يفعلها هذا الإنسان الذى كان يحمل بين ضلوعه قلباً لا من ذهب ولا من ألماس ولكنه من صنع رب الناس قلبه الذى كان ينبض بحب بلده وخوفه عليها فكتب الله له أن يكون شهيداً من الشهداء ومضحى من الأبطال وجندى من جنود الله فى الأرض فماذا كان بينك وبين الله حتى يجعل خاتمتك بهذه المكانة العالية
نتمنى من المسئولين معاملته معاملة شهداء الجيش والشرطة على أن يصرف لورثته جميع التعويضات لدوره البطولى فى إنقاذ مئات الأرواح والتضحية بحياته … هذا الشهم الفدائي يجب أن يكرم و اقترح وبشدة إطلاق اسمه على إحدى مشروعات الدولة القومية ورعاية أسرته وأهله بما يليق بحجم تضحيته تخليداً لبطولته .
فهو بحق شهيداً فدائياً بطل من زمن الأساطير سيكتب إسمه في سجل تاريخ البطولات فهو فخر لكل مصري
لقد علمنا جميعاً درساً لن ينسى بأن الرجولة سلوك نزيه يتجاوز الذات نحو صلاح العالم وسلامته عبودية لرب الناس .. الرجولة ليست نعيقاً و سباً للنساء وهمزاً ولمزاً و غيبة وإنعدام المروءة .. الرجولة مواقف تنشر الخير والحق والجمال.
هذا الرجل وأمثاله هم القدوة الحسنة والجميلة التى يفتخر ويقتاد بها .. فهو نموذج يجب أن يدرس لأولادنا ويتعلمون منه كيف يكون الرجال بدلاً من استيراد نماذج أجنبية غريبة عن تراثنا وثقافتنا
إن أبسط تكريم له أن يتم إطلاق إسمه على إحدى شوارع العاشر من رمضان
على أن يتم كفالة أولاده كفالة كاملة دائمة تعليمياً لحين الإنتهاء من كل مراحل التعليم المختلفة
أيضاً يجب علي الدولة أن تصرف له معاش استثنائي كبير
أعلم أن المال لا يعوض الشخص لكن هذا البطل الذي ضحي بنفسه و أنقذ منطقه كاملة من الموت المحقق تاركاً وراءه أسرة هو عائلهم الوحيد .. يحتاجون إلي دعم معنوي ومادي كبير
ولا مانع من فتح باب التبرعات من خلال حساب بنكي يتبناه المحافظ تخصص حصيلة أمواله لهذا الغرض … ضحى الرجل بنفسه وحياته ومستقبل أسرته لينقذ آلاف الأسر ومئات المحلات وملايين من الأموال رحم الله السائق الشهيد خالد عبد العال رمز البطولة و الرجولة فى زمن عز فيه الرجال .