الأربعاء , 1 أكتوبر 2025

عزة الفشني تكتب: إسرائيل وجنوب أفريقيا… أزمة دبلوماسية بعد مقتل السفير

= 129

 

على أعتاب الألفية الثالثة و ما زال أبناء صهيون يتخلصون من كوابيسهم بنفس الطريقة.. ففي ظل التوترات المتزايدة بين جنوب أفريقيا وإسرائيل تأتي وفاة السفير نكوسيناثي إيمانويل مثيثوا سفير جنوب أفريقيا لدى باريس لتضيف بعداً جديداً من الغموض والشكوك حول تورط الموساد الإسرائيلي في الحادث.. جنوب افريقيا التي إتخذت موقفاً صارماً ضد إسرائيل ورفعت قضية أمام محكمة العدل الدولية تتهمها بارتكاب جرائم إبادة جماعية في قطاع غزة وتعد أولى الدول التي حركت العالم ناحية القضية الفلسطينية وضرورة محاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمجرم حرب.. كل هذه الأسباب مجتمعة تعزز الشكوك حول تورط إسرائيل في وفاة السفير

– مقتل السفير إغتيال متعمد أم إنتحار؟

فهى عملية إغتيال متعمدة وليست انتحاراً كما يروج البعض. فهذه الحادثة تشبه الطرق التي يستخدمها الموساد الإسرائيلي في تصفية معارضيه.. وهناك العديد من الحالات التي تم فيها إستخدام هذه الطريقة في الإغتيالات السياسية حيث يتم إلقاء الضحية من مكان مرتفع لجعلها تبدو وكأنها حادثة إنتحار أو حادث عرضي.. هذه الطريقة تستخدم أحياناً لتجنب لفت الإنتباه أو لإخفاء الأدلة حول تورط جهات معينة في الحادث.

فتاريخ إسرائيل يمتد عبر العقود ويتميز بسلسلة من الأحداث والعمليات التي أثارت الكثير من الجدل والانتقادات حول العالم.. وفي قلب هذا التاريخ الممتد تبرز قضية العنف السياسي والاغتيالات التي نفذتها إسرائيل ضد معارضيها سواء كانوا من الفلسطينيين أو من أبناء شعبها الذين يختلفون مع سياساتهم .. هذه العمليات التي غالباً ما تم تنفيذها تحت غطاء “الحرب على الإرهاب” أو “حماية الأمن القومي” تثير تساؤلات حول الحدود بين الدفاع عن النفس وإستخدام القوة بشكلٍ مفرط.

– إغتيال أشرف مروان وآخرون وتورط الموساد الإسرائيلي

ولعل قضية أشرف مروان أكبر شاهد.. ذلك الرجل الذي خدع إسرائيل يعتبر أحد الشخصيات البارزة التى تم إغتياله آنذاك. وفاته الغامضة في لندن والتي دارت حولها الكثير من الشكوك والاتهامات تضع علامات إستفهام كبيرة حول تورط الموساد الإسرائيلي في وفاته.. فقد كان عميلاً مزدوجاً.. لعب دوراً محورياً في خداع الموساد قبل حرب أكتوبر.. حيث أدى دوره في خطة الخداع المصرية إلى نجاح مبكر للهجوم المصري.

أيضاً من بين أبرز الإغتيالات التي أثارت غضب الرأي العام العالمي والعربي.. إغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق سحاق رابين الذي تم في عام 1995 على يد يغال أمير.. أحد المتطرفين اليهود الذين عارضوا اتفاقيات أوسلو.. كما أن إغتيال الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس عام 2004
كان له تأثير كبير على الرأي العام العربي والإسلامي.. حيث اعتبره الكثيرين انتهاكاً صارخاً للقوانين الدولية و تصعيداً خطيراً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.

إضافة إلى ذلك هناك العديد من الإغتيالات الأخرى التي نفذتها إسرائيل ضد قادة فلسطينيين ونشطاء.. مثل صلاح خلف وفتحي الشقاقي وغيرهم والتي أثارت جميعها احتجاجات واسعة النطاق وانتقادات حادة من قبل المجتمع الدولي.. هذه العمليات التي غالباً ما تتم تحت غطاء “التصدي للإرهاب”، تعتبر في كثير من الأحيان انتهاكاً لحقوق الإنسان والقوانين الدولية.
ليس هذا فحسب بل يوجد العديد من الإغتيالات السياسية الأخرى تضع إسرائيل في موضع الإتهام أمام المجتمع الدولي.

– اغتيالات إسرائيل تزيد حدة الصراع وتأجج الكراهية

يعتبر إستخدام الإغتيال كأداة سياسية أمراً مثيراً للجدل ويعد انتهاكاً للقوانين الدولية ويفاقم من حدة الصراعات. ويسهم في تأجيج الكراهية وتعقيد جهود السلام في المنطقة

إن وفاة السفير مثيثوا تطرح تساؤلات حول مستقبل العلاقات بين جنوب أفريقيا وإسرائيل.. وهل ستؤدي هذه الأحداث إلى تصعيد جديد في التوترات بين الدولتين.. ودور المحكمة الجنائية الدولية في محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي وحقوق الإنسان.. ومدى تأثير هذه العمليات على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. وهل يمكن أن تؤدي إلى حل دائم وموضوعي للصراع. أم أنها ستظل عائقاً أمام تحقيق السلام والإستقرار في المنطقة؟

أما التاريخ فله رأى دقيق وحاسم فى هذا الأمر فهو الوحيد الذي يشهد على أن الأحداث الكبيرة غالباً ما تؤدي إلى تغييرات كبيرة.. وقد تكون وفاة السفير الجنوب أفريقي البداية لمرحلة جديدة من التوترات والصراعات بين الدول

فى النهاية وفي خضم هذه الأحداث المثيرة يبقى السؤال الأهم: هل وفاة سفير جنوب أفريقيا ستظل نقطة سوداء في تاريخ الدبلوماسية العالمية؟ وهل ستتمكن المحكمة الجنائية الدولية من كشف الحقيقة وراء وفاة السفير.. أم أن هذه الحقيقة ستظل دفينة تحت ركام المصالح السياسية والإقتصادية؟

وأياً كانت النتائج فأنا على يقين تام حتى لو تم إغتيال جميع مسئولى الدول الحرة و المؤيدة للقضية الفلسطينية.. فنهاية بنى صهيون حتمية.. ولن يهربوا من مطاردة الشعوب يوماً ما.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: التقنين العينى.. يرضى الجميع

عدد المشاهدات = 8922 ما إن طرحنا فى مقالنا السابق ضرورة تطبيق قرار التقنين العينى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.