الخميس , 26 يونيو 2025

صالح الشيحي يكتب: بلادي بين الحب والحرب

= 3426

Saleh Shehy


ليس أجمل على الأوطان من رداء الأمن.. الأمن هو الركيزة الأساس لكل عمل.. لا حياة، ولا بناء، ولا تنمية، ولا نهضة، ولا فكر، ولا حريات، ولا اقتصاد، ولا تعليم، ولا معرفة، ولا ديموقراطية خارج إطار الأمن..

بين نقطتين متباعدتين على خارطة هذا الوطن العظيم تحدث أجمل المفارقات..

في أقصى نقطة في الجنوب تدور رحى حرب لمساندة جار تغتصب بلاده وأرضه من ميليشيات متهورة فقدت صوابها وأخذتها الأحلام والطموحات بعيدا عن شواطئ الواقع.. رائحة البارود وصوت الطائرات هو السائد هناك في تلك النقطة الغالية..

وعلى الطرف الآخر من الخارطة، وفي أقصى نقطة في حدودنا الشمالية تتجلى نعمة الأمن العظيمة التي تُظل هذه البلاد بظلها.. حيث احتفل الناس بمشروع خيري أنشأه أحد أبناء هذا الوطن..
أناس تدافع عن الوطن.. وأناس يعمرونه.. أناس يقاتلون وأناس يبنونه.. أناس يسهمون في تنميته.. وأناس يراقبونه ويحرسونه..  هذا هو وطن الخير والعطاء..

دار ذلك في خلدي ونحن في حفل افتتاح مركز رفحاء الخيري للتوحد، تحت شعار "لن تبقى وحدك".. الذي تكفل بإنشائه الدكتور سلطان التمياط، وحضره عدد كبير من الفعاليات الاجتماعية والإعلامية والأكاديمية من مختلف المناطق.. كان الناس يدا واحدة.. متكاتفين لا تميزهم عن بعضهم.. لوحة بانورامية وطنية مبهجة.. جاؤوا من كل مكان.. جمعهم حب الخير والبناء.. قلت عن يقين صادق واعتقاد راسخ: نحن في نعمة عظيمة تستوجب المحافظة عليها..

فعالية وطنية اجتماعية يحضرها كثيرون من خارج المنطقة، في زمن الحرب.. أناس تدافع، وأناس تواصل البناء والعطاء..

أنتم تعيشون في وطن لا يعرف المستحيل.. الحياة تسير بطبيعتها المعتادة، بل يخيّل إليّ أن أخبار المناسبات الاجتماعية المختلفة تطغى على أخبار الحرب.. وهذا أمر نادر الحدوث..!
———–
* كاتب سعودي.

شاهد أيضاً

“نهايات..بلا نهاية”… بقلم: ضحى أحمد الباسوسي

عدد المشاهدات = 1331 يائسٌ… لا ذاك الذي بكى خذلاناً، بل الذي جفّت دموعه من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.