النهاردة هتكلم عن مشكلة بقت تقريبًا موجودة في أغلب البيوت المصرية، وأصبحت واحدة من أخطر التحديات في الحياة الزوجية: مشكلة الحموات!
مش عارفة ليه كل ما أقابل واحدة متجوزة، ألاقيها بتشتكي من حماتها وكأنها بتحكي عن فيلم رعب! لدرجة إن الموضوع بقى شبه موضة، وكل واحدة بتحط إيدها على خدها وتقول:
“أنا اتعقدت!”
إحنا بنتكلم عن قضية مش جديدة، من أيام فيلم “الحموات الفاتنات” لإسماعيل ياسين (الله يرحمه)، واللي وقتها اقترح – ساخرا – نرحل الحموات لكوريا!
وقتها بدأت أفكر: إزاي الظاهرة دي لسه مستمرة بنفس القوة؟ وإزاي بقت بتهدد حلم كل بنت بالزواج؟
كل بنت بتحلم بفارس أحلام على حصانه الأبيض، يخطفها ويعيشها في دنيا خيالية.
بس للأسف بدل ما تصحى تلاقي نفسها سندريلا، بتفوق على كابوس!
لا فيه حصان، ولا فارس، ولا حتى عمو مسعد بتاع الأنابيب!
ولما بدأت أدور على حل، ركزت على تربية ولادنا من وهم صغيرين.
وللأسف لقيت إن المشكلة فينا إحنا كستات.
أي راجل، مهما كانت قوته أو احتواؤه، فهو اتربى على إيد ست.
يعني أي خلل فيه، بيبدأ من تربيته الأولى.
والمثل بيقول:
“ابنك على ما تربيه، وجوزك على ما تعوديه.”
وده حقيقي 100%.
لكن حتى لو الست كانت عاقلة، وقررت تعود جوزها على التفاهم والاحتواء، فجأة تيجي الرياح بما لا تشتهي السفن، وتدخل الحما بقوتها، وتشوفك إنك أمنا الغولة اللي خطفت ابنها منها !
نفسي أقول كلمة لكل أم:
ليه لما ابنك يبقى راجل متفاهم وبيحتوي مراته، تعتبرينه ضعيف ليه مش بتاخديها من مبدأ انك احسنتى تربيته لدرجة أنه اكرم امرأة اسيره عندكم ؟
وليه دايمًا شايفة إن مراته مسيطرة عليه؟
ليه ما تشوفيش الصورة من زاوية مختلفة؟
دي مش زوجة سيطرت، دي زوجة لقت راجل محترم، ابنك، اللي ربيتيه على الكرم والاحتواء.
ليه ما نفتخرش إننا طلعنا راجل بيكرم امرأة كانت غريبة عن البيت وبقت ملكة فيه؟
ليه من البداية ما نعلمش ولادنا إن الرجولة مش صوت عالي ولا تحكم، الرجولة احترام واحتواء وتفاهم؟
ولازم نفهم كويس إن أمينة وسي السيد ماتوا، وسي السيد أصلًا مكانش سي السيد ولا حاجة دا فكر هابط للأسف اتصدر لينا بمنتهى الإسفاف
الحياة مشاركة.
خلينا نصحح مفاهيم غلط، ونفهم إن حماتك مش عدوتك، ممكن تبقى أمك التانية.
وبلاش كل ما تقولك كلمة، تروحي تجري على بيت أهلك وتبقي مادة خام للناس عقيمة الفكر اللي بتحب تشمت.
حاولي تغيّري نظرتك، حتى لو غلطت فيك، كفاية إنها أم الشخص اللي احترمك وخلاكي ملكة في بيته.
أقل واجب ليه، إننا نكرّم أمه.
وارجع تاني أقول لكل حما:
بلاش فكرة إنها جت تخطف مودي حبيب قلبك،
دي جت تكمل اللي إنتي بدأتيه.
دي جت تحبه بطريقتها، مش تاخده منك.
وياريت بدل ما نرسخ في عقول ولادنا مفاهيم الأفلام الهابطة، نرسخ فكر سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام،
نعلم ولادنا
ثقافة الاحترام
ولغة الحوار
وقيمة المرأة.
من وجهة نظري، سواء اتفقتوا معايا أو اختلفتوا، أنا شايفة إن السبب الأول في المشكلة هو المرأة، سواء كانت أم أو زوجة.
وأنا بعترف، آه، لينا دور كبير كستات، من غير عقد نفسية ولا تهرب.
بس الراجل كمان عليه دور أساسي:
ثقافة الاحتواء.
الاحتواء يا رجالة مش وقت الأزمة بس.
الاحتواء إنك تفهم، وتسمع، وتحتوي، وتحافظ.
وإنك لما تاخد رأي مراتك وتحترمها، دا مش ضعف، دا منتهى القوة.
لو عايزين نعيش صح، لازم نربي جيل صح.
ونبدأ من دلوقتي.