الموضوع اللي تتكلم عنه اليوم خطير ويمكن ترددت كثيرا قبل ما أكتب تلك الكلمات، ولكنها أصبحت حقيقة مؤلمة أصابت بعض البيوت بالخراب والانفصال.. ألا وهو حب الوهم أو وهم الحب؟
وسائل التواصل الاجتماعي والمساحات الافتراضية التي تتيحها خلقت بيئة خصبة لنمو ما يمكن أن نسميه العلاقات الوهمية، التي تبنى على مشاعر مزيفة أو مؤقتة، وغالبا ما تكون هروبا من الواقع.
لماذا يقع البعض في هذا الفخ؟
تقدم وسائل التواصل الاجتماعي صورة غير واقعية عن الحب والعلاقات. الناس يشاركون أفضل لحظاتهم فقط، مما يخلق لدى الآخرين وهما بأن هناك علاقات مثالية خالية من المشاكل، وهذا يدفع المتزوجين أو المرتبطين إلى البحث عن هذه المثالية المزعومة خارج نطاق علاقتهم الحالية.
وللأسف توفر تلك المنصات مساحة آمنة للهروب من ضغوط الحياة الزوجية أو العاطفية. عندما يشعر الشخص بالإهمال أو الروتين في علاقته الحقيقية، يجد في الدردشة مع شخص غريب متفهم ومستعد للاستماع ملاذا مؤقتا.
هذا الاستماع والاهتمام يترجم خطأ إلى حب حقيقي. في العالم الافتراضي، يكون التواصل مبنيا بشكل أساسي على الكلمات. يمكن للشخص أن يكتب رسائل عاطفية جميلة، ويتبادل الكلمات الرومانسية، وهذا يخلق مشاعر قوية وسريعة، ولكنها غالبا ما تكون مبنية على تصورات وأوهام وليس على واقع حقيقي معاش.
هذه المشاعر قوية في البداية ولكنها هشة وسريعة الزوال لأنها لم تبن على أساس صلب من الأفعال والتجارب الحياتية المشتركة. في العلاقات الافتراضية، لا توجد مسؤولية حقيقية. يمكن للطرفين إنهاء العلاقة ببساطة بحذف حساب أو حظر الآخر، وهذا يعزز فكرة أنها علاقة سهلة ومريحة.
إن هذه العلاقات ليست أكثر من بحث عن شعور بالاهتمام والتجديد، هي أشبه بالمسكن المؤقت لألم الإهمال أو الملل. ما يحدث هو أن الشخص يهرب من مشكلة في علاقته الحقيقية من سوء التواصل ليجد حلا وهميا في علاقة أخرى، دون أن يدرك أن الحل الحقيقي يكمن في إصلاح العلاقة الأساسية وليس الهروب منها.
قد يشعر الأبناء بالقلق والتوتر نتيجة للمشاكل الزوجية التي تنشأ بسبب هذه العلاقات، مما يؤثر على سلوكهم بل وحياتهم فيما بعد.
العلاقات العاطفية عبر وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت تشكل تهديدًا حقيقيًا لاستقرار الأسر، حيث إنها تساهم في تآكل الثقة، وزيادة الخلافات، ترى هل استساغ البعض ذلك السم الذى دس فى العسل لينالوا من استقرار بيوتنا وأمان ابنائنا فتفتت تلك الصخرة التى حاولوا مرارا هدمها لينالوا من أمن الوطن بتفكيك أركان الأسرة.
حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
