يا اللي الماضي فيكي كان بيشد الروح
وكان الوجع فـ حضنك بينطفي ويبوح
كنتِ المهابة… كنتِ الضل فـ الهجير
وكنتِ الشمس… لما تغيب عن الغير
كان الجنيه يسوى دهب فـ الميزان
وكان الكرم ساكن فـ حضن الإنسان
وكان الأدب ساكن ع الشفّه كلام
واللي يخطي… يستحي، ويلمّه الأيام
كان البحر في حضنك واسع غزير
وكان النخيل يرقص على نسمة خير
وكان الولد فيك راجل ونِسوانك عزّ
تخبّي فيهم الحُرّة لو جار الدهر
كان الكبير ما يتهزش ولا ينكسر
وكان الصغير يتربّى على الستر
وكان الضحك من القلب، مش بالتأجير
وكان الخوف من ربّك مش من وزير
فينك دلوقتي؟
ليه الوشوش من غير حياه؟
ليه العيون شايله بكاها ومش معاه؟
ليه الولد اتغرّب… جوّه البيت؟
وليه الجنيه… بقى خيال، ومالوش صيت؟
فين البحر اللي كان يشيلنا من الهمّ؟
وفين الشجر اللي ظلّه كان رحِم؟
وفين الصحبة اللي كانت حبّ… مش رقم؟
وفين الضحكة اللي تهزم أي غُم؟
لسّه فيكِ حلم بيتنفس صباح
ولسّه فـ وشك نبض… مهما الجرح صاح
لو تهدي، تفضلي واقفه على الرماح
وإن غِبتي… نكتبك فـ القلب وشاح
لكن أكيد… هتلف وتروقي من جديد
وترجعي تضوي على الوَجه العنيد
هيجري في شوارعك العيال
ويغنّوا تاني للمطر والبرتقال
هترجعي… آه هترجعي ولو بعد حين
يرجعلك المجد… ويضحك الياسمين
وتفردي ضيّك على الكون الوسيع
وتغني الأرض باسمك فـ الربيع
وإحنا هنا، واقفين ع العهد يا ضلّ الجبل
لو كلّ شيء ضاع… إنتِ ما ينفعلكش زعل
إحنا فـ عيونك وجع، بس وجع مِ الحنين
نحبك وأنتي تعبانة… ونحبك وإنتي بخيرين