الأربعاء , 25 يونيو 2025

ريمة راعي تكتب: الحب وخلاصة الجشع!

= 3721

من الانكشافات الروحية التي أعتبرها الأثمن ما قاله المعلم أوشو عن أن كلمة حب مشتقة من الكلمة السنسكريتية جشع, وبما أن لا شيء يحدث مصادفة، فهذا دلالة على أن خيمياء حدثت داخل أرواحنا, وانتهت إلى أن يكون الحب هو خلاصة الجشع.

يبدو الأمر محرجاً, أن نعترف بأن الحب بكل ما يحيط به من أساطير النبالة والفروسية, هو المسؤول عن جعلنا جشعين مدفوعين بقناعة أن الحب هو أن يعطيني الحبيب كل ما حرمت منه, وكل ما فقدته قبله, وكل ما حلمت به, وكل ما عجزت عن تحقيقه.

هل يعني هذا أننا محكومون بجشعنا الأبدي؟

لا, فثمة مفتاح, يفتح بوابات الحب النظيف من الجشع على اتساعها, وهذا المفتاح هو الحب المذموم الذي لا تنصح به كتب الحكمة: حب النفس؛ إكرامها والحنو عليها, وعلاج جراحها, ومسامحتها.

الأرواح الحزينة والغاضبة والتي تشعر بالظلم إن حاولت أن تحب, يبقى حبيبها غريباً مهما اقترب, ويتحول حبها ناراً حارقة لا سبيل إلى إطفائها.

لهذا..وفي كل يوم أجدد عهود الحب لنفسي, أقدم لها الهدايا التي تتوقعها من شخص آخر, أذكّرها بأجمل ما فيها, أسامحها على أخطائها, وأخبرها أننا بخير, وأنني حتى لو رميت وحيدة في صحراء شاسعة, سأشعر دائماً بالأنس معها.

أفعل هذا وأشعر بالحب يتفكك داخلي ليعود إلى طبيعته الأولى: ذرات نقية, صافية ونبيلة.

————————
* كاتبة وإعلامية سورية

شاهد أيضاً

“نهايات..بلا نهاية”… بقلم: ضحى أحمد الباسوسي

عدد المشاهدات = 266 يائسٌ… لا ذاك الذي بكى خذلاناً، بل الذي جفّت دموعه من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.