الثلاثاء , 24 يونيو 2025
مدينة الكويت

رسالة من مصرية لوطنها الثاني…الكويت: بلد الحفاوة والطعام والدفء

= 805

بقلم د. سهير حسين عمارة

تعتبر الكويت من البلدان التي لطالما أظهرت سعة قلبها وكرمها تجاه كل من يزور أراضيها، فهي ليست فقط دولة ذات طابع حضاري حديث، بل هي أرض تزخر بالتراث العربي الأصيل وحسن الاستقبال. لطالما كانت الكويت مكانًا يحتضن ضيوفه ويوفر لهم الأمان والراحة، سواء كان الزائر مواطنًا أو مغتربًا، من أهل المنطقة أو من أبعد الأصقاع.

الطعام: طعام الكويت لا يعرف الحدود

منذ العصور القديمة، كانت الكويت مركزًا تجاريًا هامًا في منطقة الخليج العربي، مما جعلها نقطة تلاقٍ لثقافات مختلفة، وكان لهذا التفاعل الثقافي أثره على الطعام الكويتي الذي يجمع بين النكهات الشرقية والغربية. لا يقتصر الطعام في الكويت على تنوعه في المكونات، بل في طريقة تقديمه أيضًا؛ من الأكلات التقليدية مثل “المجبوس” و”القوزي” إلى المأكولات البحرية الشهية التي تشتهر بها شواطئ الكويت.

لكن ما يميز الكويت أكثر من تنوع أطعمتها هو الكرم الذي يظهره الكويتيون في تقديم الطعام. فعندما تطأ قدماك أرض الكويت، تجد أهلها يفرشون لك موائد الطعام بلا حساب، سواء في المناسبات أو بشكل يومي، ويحرصون على أن يظل الزائر يشعر وكأنه في وطنه. ومن المشاهد التي لا تغيب عن أعين الزوار، تلك التي يظهر فيها الكويتيون وهم يحرصون على إطعام الغرباء الذين يفدون من مختلف بقاع العالم.

الدفء: الكويت كموطن للجميع

ولكن طعام الكويت ليس فقط ما يجعلها محط الأنظار، بل أيضًا الدفء الذي يشعر به كل من يزورها. الكويت، منذ تأسيسها، كانت ولا تزال بلدًا مضيافًا يعامل الجميع كأفراد في أسرة واحدة. ورغم حداثة المدينة وتطورها الكبير، إلا أن روح الضيافة العربية الأصيلة لم تغب عن سلوك أهلها.

يشعر الزوار لهذا البلد بأنهم في موطنهم، حيث لا يشعرون بالغربة في حضن هذا الشعب المعطاء. يشتهر الكويتيون بترحابهم وحسن استماعهم، ما يجعل الأجواء في البلاد مليئة بالراحة والاطمئنان. وعندما يأتي الحديث عن الكويت، لا بد من ذكر مكانتها كملاذ آمن للجميع، حيث تنعم بالاستقرار الاجتماعي والاقتصادي والسياسي.

رؤية الكويت للمستقبل: الاستمرار في العطاء

وفي ظل التطور المستمر، تسعى الكويت بشكل دائم لأن تكون مركزًا إقليميًا حيويًا في العالم العربي، ليس فقط من خلال اقتصادها، بل أيضًا من خلال جهودها الإنسانية والإغاثية في مختلف أنحاء العالم. فهي تبذل الكثير من الجهد لدعم المشاريع الإنسانية، وتقدم المساعدات للمحتاجين في العديد من البلدان.

من خلال هذه الجهود، تؤكد الكويت دائمًا أن مهمتها لا تقتصر على أن تكون فقط دولة غنية اقتصاديًا، بل دولة تضمن العيش الكريم للجميع، سواء كان ذلك من خلال الأطعمة التي تقدمها أو من خلال الأمان والطمأنينة التي توفرها.

ختامًا

الكويت، تلك الأرض التي تحمل في قلبها أطيب المشاعر تجاه ضيوفها، تظل مثالًا حيًا لما يمكن أن تكون عليه البلدان التي تحتضن كل من يهب إليها. مع تاريخ طويل من العطاء والمساعدة، تظل الكويت منارة للأمل والمودة لكل من يزور هذه الأرض الطيبة، باحثًا عن الدفء والطعام والمأوى، ليجد فيها أكثر مما يتوقع.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: حين يُصبح البُعد قرباً

عدد المشاهدات = 3866 أحياناً نتساءل لماذا لم تستمر بعض العلاقات بنفس القوة والانسجام؟ ولماذا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.