الثلاثاء , 15 يوليو 2025

“رؤية المحبين”…خاطرة بقلم نبيلة حسن عبدالمقصود

= 455

 

تشبه لحظة أمانٍ تسللت خِلسةً من بين أنياب الأيام…
كأنها بسمةٌ خجولةٌ على شفاه الزمن،
تهديك قُبلةً على جبين القلب بعد سنينٍ من العبوس.

أحيانًا، لا نحتاج عمرًا جديدًا، بل لحظة واحدة…
لحظة تشبه الدفء حين يتسلّل إلى قلبك بخفة،
كأنه يخشى أن يُوقظ جرحًا نائمًا.
تأتي تلك اللحظات دون إذن،
كأنها مفاجأة السماء حين تُخبّئ لك سعادةً صغيرة في طيّات التعب.

هي لحظات لا تشبه غيرها…
كأن تُداعبك ذكرى قديمة،
فتستفيق مشاعرك من سباتها،
ويهطل الحنين كالمطر،
فتغدو روحك كأرضٍ عطشى تُروى فجأةً،
فتبتسم…
وتبكي…
وتندهش من قدرتك على الحياة بعد كل هذا الموت الصغير داخلك.

تلك اللحظات لا تُشبه الفرَح العادي،
بل تشبه النجاة!
كأنك كنت تغرق دون أن تدري،
ثم فجأة… يصل إليك هواء نقيّ،
فتتنفس بكاءً، وتضحك نجاةً.

هي الحياة حين تُقرر أن تواسيك،
لا بالكلام، بل بالشعور…
أن تمنحك لمسة دفءٍ في عزّ صقيع الألم،
أن تمنحك ابتسامةً في زاوية يومٍ باهت،
أن تُربّت على قلبك دون أن يسألها أحد.

فتتساءل في داخلك:
كيف لعمرٍ مُثقلٍ بالتعب،
أن يجد لحظةً يبتسم فيها وكأنّه خفيفٌ كنسمة؟
كيف لقلبٍ شاخ من الانتظار،
أن يشعر فجأة بأنّه ما زال قادرًا على النبض؟
كيف لذاكرةٍ أحرقتها الذكريات،
أن تُنبت شوقًا لا يحترق، بل يُضيء؟
ولكن ماعليك إلا أن تمضي
… لا لأن الحياة سهلة،
بل لأنك خُلقت لتصمد،
ولأن في قلبك زاوية رغم كل هذا، مازالت ترتجف،،
فلا في البعد هدأ الفؤاد ولا في القرب كان الرجا….
#ساعةٌ_من_نهار

شاهد أيضاً

سهير عمارة - كاتبة 023

قالوا الزمان الأقارب عقارب… من خواطر د. سهير حسين عمارة

عدد المشاهدات = 3074 يا ريت بس كانوا أقارب دي الناس كلها بقت عقارب حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.