حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
رغم رفضي لموقف أمناء الشرطة الذين تعدوا على أطباء مستشفى المطرية في مشهد مسيىء لجهاز الأمن الذي يقدم عدد من رجاله المخلصون أرواحهم من أجل الحفاظ على أمن واستقرار البلاد ، إلا أن رد فعل الأطباء بمنع استقبال المرضى بالمستشفى لم يكن أقل إساءة لمهنة إنسانية سامية تقتضي الرحمة قبل أي مطالب أو حقوق فهناك مرضى يصارعون الموت ومصابين يتألمون من الوجع وينتظرون يد حانية تطيب جراحهم ..
لكن مشرط الأطباء كان قاسيا وبتر معاني الإنسانية وقطع شرايين الرأفة .. فلم يرحموا آلام عدد من من البسطاء والفقراء الذين يلجأون للمستشفيات الحكومية للعلاج في ظل عجزهم عن الذهاب للمستشفيات الخاصة التي تمتص دماء المرضى وتنظف جيوبهم .. وزاد الطين بلة تحول مهنة الطب إلى تجارة رابحة تدر الملايين وتحول كل من يمتهنها إلى ثري خلال سنوات قليلة.
اولاً وقبل كل شيء يجب أن يكون الطبيب إنسان فهو وطاقم التمريض يطلق عليهم ملائكة الرحمة .. وفيما يلي حوار من نسج خيالي مع طبيب أحاول فيه اكتشاف الجانب الآخر في أزمة الأطباء مع أمناء الشرطة عن طريق الإسقاط على عدد من السلبيات والمشاكل في مهنة الطب.
أقول للطبيب : بأي أمارة أنت ملاك الرحمة .. فيرد انا حالف القسم .. فأقول له عملت أيه بالقسم .. اقسمت وقسمك كذب .. كم مريض استقبلته في عيادات الحكومة بتكشيرة تقطع الخميره من البيت .. اهملت المستشفي اللي بتعالج الغلابة عشان المستشفي الخاص اللي بتحول عليها المرضي الغلابة والمريض الغلبان مجبر يذهب لك في عيادتك الخاصة يتلقي العلاج بكشف اسعار خيالية ..
تقولي هما اللي بيجو العيادة الخاصة مش انا اللي قولت لهم ، اقول انت صح بأمارة انك مش بتكشف كويس وبتتعامل معاهم بعنجهية فيخرج يكلم التمرجي يعرف منه عنوان عيادتك فيذهب هناك، وحضرتك تستقبله بابتسامة عريضة في عيادتك الخاصة عشان حيدفع ٢٠٠ جنية كشف ..
انت مردتش عليا عملت أيه يثبت انك من ملائكة الرحمة ؟ وقفت على الرعاية تشرف علي نظافتها وتأكدت من نظافة المكان .. طيب دخلت الحمامات بتاعة المرضي واعطيت جزاء لكل مسئول عن النظافة .. دخلت غرف المرضي وشوفت شكل الفرش يقرف من شكله وعادي خرجت وكأنك شاهد ماشافش حاجة..
طيب ضحكت في وجه المريض الغلبان وهو بيتألم وطبطبت عليه وقولت له بلاش تيجي يا حج المستشفي انا حاجي بنفسي البيت اديني عنوانك ، تصدق المفروض اللي يعمل وقفة هما جميع المرضي ضد دكاترة مصر ، اقولك ربنا ينتقم منك يا شيخ زي ما بتذلوا الغلابة .
بالطبع هذا الحديث ليس موجها لعموم الأطباء في مصر فلدينا البعض، ولكن للأسف قلة يتقون الله ويدركون قيمة وطبيعة مهنة الطب الإنسانية قبل أن تكون مهنة للتربح والمتاجرة بآلام الغلابة .. أطالب وبكل الفم المليان بمحاكمة كل طبيب ينزع من قلبه الرحمة .. فكما تتدخل الدولة لوقف مهزلة ارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية يجب أن تتدخل لوقف فوضى الأسعار الفلكية في المستشفيات الخاصة وفي عيادات الأطباء ..
ونغمة أنه مشروع تجاري لا يخضع لمحاسبة الحكومة بات غير مقبول خصوصا بعد الاستغلال البشع من بعض أصحاب المستشفيات والعيادات .. كفانا إهمالا .. كم مريض فقد حياته بسبب إهمال وجشع أطباء وأصحاب مستشفيات لا يتقون الله .. استفيقوا .. انتفضوا .. يرحمكم الله .
———–
* أستاذ الإدارة المالية المساعد.
