ليس يوم المرأة الإماراتية محطة عابرة تنتهي بانقضاء 28 أغسطس، بل هو بداية لتأملات ومسؤوليات جديدة فالاحتفاء بـ50 عاماً من العطاء تحت شعار «يداً بيد نحتفي بالخمسين» لا يعني إغلاق كتاب الإنجاز والتفوق، بل فتح صفحة جديدة ننظر فيها إلى الغد المشرق بعيون واثقة، وإرادة صلبة ومتجددة.
ويوم المرأة الإماراتية مناسبة وطنية استعرضنا فيها الإنجازات، غير أن ما بعد هذا اليوم يطرح سؤالاً مهماً: كيف نترجم هذا الرصيد الكبير من النجاحات إلى خطوات ملموسة تحفظ للمرأة ريادتها وتفتح أمامها أبواب المستقبل؟
لقد أثبتت المرأة الإماراتية خلال نصف قرن أنها ليست مجرد شريك داعم، بل ركيزة أساسية في بناء الوطن؛ شاركت في صياغة السياسات، وتبوأت المناصب القيادية، وخاضت غمار مجالات متقدمة كالفضاء والذكاء الاصطناعي والطاقة النظيفة.
وهذا الرصيد المتراكم من النجاحات لا يمثل فقط إنجازاً وطنياً نفتخر به، بل هو قاعدة صلبة ننطلق منها لصناعة المستقبل، ورسالة واضحة للأجيال الجديدة بأن التمكين رحلة مستمرة تتجدد مع كل مرحلة، لا وقفة مؤقتة تُختزل في يوم واحد.
وإذا كانت المرأة الإماراتية قد حققت خلال 50 عاماً إنجازات يشار إليها بالفخر، فإن المسؤولية اليوم تتجه نحو إعداد الأجيال القادمة لتواصل هذه المسيرة وتوسع آفاقها. فما بعد يوم المرأة ليس مجرد استذكار للماضي، بل هو استثمار حقيقي في المستقبل عبر تهيئة بيئة حاضنة وداعمة للموهبة والإبداع، تُمكّن كل فتاة إماراتية من أن ترى نفسها قائدة ومبتكرة وصانعة تغيير، تكتب مع جيلها القادم فصولاً جديدة من قصة نجاح وتميز الوطن.
إن ما بعد يوم المرأة يعني أن ندرك أن التمكين ليس حدثاً عابراً، بل مسيرة وطنية متجددة ومتواصلة. هو أن نتكاتف جميعاً يداً بيد، لنكتب قصة جديدة من 50 عاماً قادمة، تكون المرأة فيها القلب النابض، والرجل شريكاً داعماً، والمجتمع كله أسرة واحدة تسير نحو غدٍ أكثر إشراقاً.
—————————————————–
* كاتبة ومدربة في مجال الأسرة والأبناء – دولة الإمارات.
حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
