لم يعد البودكاست مجرد وسيلة ترفيهية أو نقاشية عابرة، بل أصبح منظومة في تطور مستمر تسهم في تشكيل الوعي وبناء جسور من الحوار بين الثقافات المختلفة.
ومن هذا المنطلق، يبرز «دبي بودفست» أكبر حدث من نوعه في المنطقة، حيث يجمع صُنّاع المحتوى الصوتي من مختلف أنحاء العالم العربي والعالم، ليجعل من الإعلام الرقمي ساحة أوسع، تُنصت فيها الأصوات الشابة وتصل رسائلها إلى أبعد مدى.
البودكاست لم يعد مجرد وسيلة ترفيهية، بل تحوّل إلى نافذة إعلامية مرنة وسريعة الانتشار، تفتح أبواباً واسعة للتعليم والثقافة، وتمنح المستمعين تجربة فريدة ومؤثرة.
وعلى مستوى العالم، يحقق البودكاست أرقاماً متصاعدة في نسب الاستماع، فيما يشهد العالم العربي إقبالاً متزايداً من المستمعين الباحثين عن محتوى متنوّع يلبي اهتماماتهم بلغتهم وثقافتهم. وتكمن قوة البودكاست اليوم في بساطته ودفء حضوره، إذ يخاطب العقل والفكر بعمق، ويمسّ القلب من دون أي تعقيد.
انطلقت أصوات الشباب وأفكار المؤثرين من «دبي بودفست»، الحدث الذي جمع نخبة من الإعلاميين وأبرز صُنّاع المحتوى من مختلف أنحاء الوطن العربي. وقد هدفت هذه النسخة بالأساس إلى ترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للإعلام، وتعزيز حضورها كمحور للإبداع الإعلامي، وتمكين المواهب الإعلامية الشابة.
وفي سياق الحديث عن صناعة البودكاست، فإن مواصفات النجاح فيها تتمثل أولاً في محتوى جذاب يلامس اهتمامات الجمهور، مع الاستمرارية التي تضمن التأثير والانتشار، إضافةً إلى المرونة والتطور ومواكبة المتغيرات، للحفاظ على الحضور والفاعلية في خدمة المجتمع.
وجب التنويه إلى أن نجاح «دبي بودفست» يعكس مكانة دبي عاصمة للإبداع والإعلام الجديد، ويؤكد أن البودكاست لم يعد على هامش المشهد الإعلامي، بل أصبح ركيزة أساسية في صناعة الوعي والتأثير.
في زمن تتسارع فيه الصور واللقطات، يظل الصوت أصدق وسيلة لملامسة الوجدان وإيصال الفكرة بعمق وسلاسة. ومن هنا، فإن الاستثمار في صناعة البودكاست هو استثمار في عقول الناس ووجدانهم، وفي مستقبل إعلامي أكثر نجاحاً.
——————————————————-
* كاتبة ومدربة في مجال الأسرة والأبناء – دولة الإمارات.