في زمن تتسارع فيه وتيرة الحياة وتتشابك فيه العلاقات، يبقى إتيكيت العلاقات بوابة العبور إلى قلوب الناس وعقولهم. فهو ليس مجرد قواعد شكلية، بل يعتبر فناً إنسانياً رفيع المستوى يحفظ المودة والألفة، ويعكس رقي الفرد والمجتمع.
ومن خلاله نتعلم أن نعامل الآخرين بكل احترام ونصغي بإنصات، ونتحدث بلطف ورقي، ونأخذ بعين الاعتبار مساحة وحدود الآخرين من حولنا لنصنع بيئة يسودها الانسجام والمراعاة والتقدير.
ومن هنا، ولكي نترجم هذا الفن الإنساني إلى ممارسة عملية، لا بد من التوقف عند أبرز محاور إتيكيت العلاقات التي ترسم لنا معالم الطريق نحو تعامل اجتماعي أكثر وعياً ورقياً، باتباع بعض الممارسات الإيجابية التي تبدأ من تفاصيل المجالس والزيارات، وتمتد لتشمل فن المجاملة، وآداب التواصل، وأسلوب التعامل في مختلف المواقف اليومية.
وفقاً لآداب المجالس، لا بد من احترام المكان والالتزام بآدابه، وذلك باختيار مقعد مناسب دون تزاحم أو فرض النفس، والإصغاء للحديث دون مقاطعة غير لائقة، وإظهار الاهتمام بلغة الجسد كالابتسام والإيماء وإبداء التقبل. كما ينبغي تجنّب رفع الصوت أو احتكار الحديث، فالمجلس مساحة مشتركة لجميع الحاضرين، وليس محصوراً على بعض الأشخاص.
كما أن إتيكيت العلاقات ليس ترفاً اجتماعياً، بل هو جسر يبني الاحترام ويزرع المودة بين الناس. فكل كلمة رقيقة ومتناغمة، أو ابتسامة صادقة نابعة من القلب، أو موقف أنيق مغلف بلباقة خاصة يرسخ في الذاكرة بحب، قد يكون مفتاحاً لعلاقة تدوم لسنوات طويلة. فلنجعل من الإتيكيت أسلوب حياة وجزءاً لا يتجزأ من سلوكنا اليومي، لا مجرد قواعد نتذكرها فقط في المناسبات واللقاءات الرسمية.
تذكر دائماً أن إتيكيت العلاقات الاجتماعية هو المفتاح الحقيقي للقبول والاحترام في المجتمع، لأنه يُترجم الذوق الشخصي إلى سلوك عملي. فالتحية الصادقة، والزيارة اللطيفة، والمجاملات المعتدلة، كلها تفاصيل صغيرة ترسم ملامح جذابة وراقية لشخصية الإنسان الاستثنائية، وبالتالي تترك في الذاكرة بصمة نوعية لا تُنسى.
———————————————————-
* * كاتبة ومدربة في مجال الأسرة والأبناء – دولة الإمارات.