الجمعة , 27 يونيو 2025

د. راوية حسين تكتب: حضن السراب!

= 3805

 

عندما تَصَدَّر القيظ أجواء المدينة مشعلًا بالأسفلت ظمأه ، منتشيًا بعويل أرصفة الجوع؛
التفت الميادين حول السراب تستعطفه ، وكأنه الغوث ، لا سواه

؛ هنالك تشققت الطرقات تلفًا ، لفظت الأرصفة أحجارها ، احتضارًا،
وما زالت الميادين عاكفة على الطواف حول السراب،

وأبَىَ الغوث في السماء لأَنْ يزور مدينة الأشباح،
فانتفض السؤال يستحلف الحرف ويؤرقه،
أتُراه البوار الحتمي الذي يجلب القفر للمدن؟

أم أن الجهل انشطر من أنفاس الخوف ليعانق النيران سعيا للأمان؟
فبات الموت فينا رضيعا على صدر القهر؟

أتُراها امتطت الظهيرة مُهر الخديعة ؛ حين انحنت له الطُرقات مُرائية؟

أم أنها الشمس اعتادت انكسار أشعتها فوق الأسفلت ليكسوه السراب بلجام الخوف؟

أينتظر النبات قطرة ماء للحياة في باطن الأرض؟
أم أنها الأرض تدس جفاف الماء ؛ لوأد النبات حيا بحِضن السراب؟!

 

شاهد أيضاً

بالأكاديمية المصرية بروما: افتتاح معرض تجريدي للدكتورة مروة الشاذلى..وسلسلة محاضرات “محبو مصر القديمة – Aegyptophilia”

عدد المشاهدات = 7410روما – حياتي اليوم فى ليلة فنية ثقافية خلابة بعاصمة الفن والجمال …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.