هناك دائمًا لحظات فارقة فى مسيرة الكيانات الكبرى، لحظات تقول فيها: «ها أنا ذا أعود لأصنع الفارق». وهذا بالضبط ما فعلته الشركة الوطنية مصر للطيران حينما أعلنت تعزيز أسطولها بطائرات جديدة تحمل أحدث ما وصلت إليه تقنيات الطيران فى العالم.
فقد اختارت الشركة أن تدعم أسطولها بعدد 16 طائرة من طراز «بوينغ 737 ماكس»، وهو الطراز الذى يمثل اليوم أيقونة الرحلات متوسطة المدى، لما يتميز به من كفاءة وراحة للمسافرين. كما تعاقدت على طائرات «إيرباص A350» التى تُعد واحدة من أفضل الطرازات لقطع المسافات الطويلة، لتكتمل بذلك منظومة التطوير على المدى القريب والبعيد.
هذه الخطوة لم تكن مجرد صفقة عابرة، بل رسالة قوية بأن الشركة الوطنية قررت أن تخلع ثوب الماضى المثقل بالعثرات والتحديات، لتطل بثوب جديد أكثر حداثة وكفاءة وأناقة. فمن مقاعد أرحب، إلى خدمات أرقى، إلى تقنيات تقلل استهلاك الوقود وتحافظ على البيئة، يصبح السفر مع مصر للطيران تجربة تليق بسمعة بلدها ومكانتها.
ولأن القرارات الكبرى تحتاج إلى رجال من طراز خاص، جاء الطيار أحمد عادل، رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران، ليثبت أنه بحق رجل المهام الصعبة. بخبرة طويلة ورؤية واضحة، قاد خطوات التحديث بحسم وجرأة، مؤمنًا بأن الناقل الوطنى يستحق أن يعود إلى موقعه الطبيعى بين عمالقة الطيران، وأن يستعيد المسافر المصرى ثقته واعتزازه بشركته الوطنية.
فالطائرة ليست مجرد وسيلة نقل، بل هى وجه الوطن فى السماء. وحين يجلس المسافر على متن طائرة تحمل شعار مصر، فإن انطباعه الأول عن بلده يبدأ من هناك: من الابتسامة التى يستقبله بها الطاقم، من رحابة المقعد، من حداثة الطائرة وهدوء رحلتها. ولهذا فإن ما تقوم به الشركة الآن ليس مجرد تحديث أسطول، بل استعادة بريق وصورة تستحقها أمام العالم.
وإذا كانت هذه الخطوة تعنى للمسافر راحة أكبر وتجربة أرقى، فإنها تعنى للاقتصاد المصرى دعمًا مهمًا فى قطاع الطيران والسياحة معًا. فكل طائرة جديدة تُضاف للأسطول تعنى خطوطًا أوسع، وأسواقًا جديدة، وعددًا أكبر من السائحين القادمين إلى مصر، بما ينعكس على تنشيط السياحة وزيادة العوائد الاقتصادية، فضلًا عن توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة داخل القطاع وخارجه.
إنها لحظة تجدد تضع الناقل الوطنى على طريق جديد، وتفتح أبوابًا واسعة لمنافسة شريفة مع كبرى شركات الطيران، وتمنح المسافر المصرى شعورًا بالثقة والاعتزاز. وحين تتحرك الطائرات الجديدة على مدرجات المطارات قريبًا، سيشعر الجميع بأن «مصر للطيران» أصبحت تجربة تُحلق بك وبصورة وطنك نحو آفاق أرحب.
————————————-
* كاتبة المقال مدير تحرير أخبار اليوم.