حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
في الوقت الذي اعتبر فيه البعض أن ميزانية بعض الجهات مسألة أمن قومي وجب إخفاؤها! ومرتبات بعض الفئات أيضا هي أمن قومي!!
أصبح لدي المصريين يقينا بأن إخفاء المعلومات الخاصة بأي شأن بدعوي أنه »مسألة أمن قومي» لا يعدو أن يكون مؤشرا لوجود كارثة يسعي المسئولون ﻹخفائها عن الشعب، ليس لها أي علاقه بالأمن القومي!!
وقد تناسي السادة الذين استغلوا عباءة الأمن القومي كستار لإخفاء التناقض الصارخ بين تصريحاتهم الإعلامية وتصرفاتهم الفعلية، أن تخلي الحكومة عن دورها في حماية المواطن من غول الأسعار وتركه فريسة للجوع والمرض وتجرع المرار هو أمن قومي!!
وأن مطالبة الحكومة بموافقة البرلمان علي رفع رواتب وزرائها ومساعديهم بسبب غلاء المعيشة، في الوقت الذي تطالب فيه المواطن الذي يتقاضي ملاليم بالتقشف وشد الأحزمة علي البطون الخاوية هو استفزاز لمشاعر المواطن يهدد بالفعل »الأمن القومي»!!
وأن تغافل وصمت وزير التموين عما يحدث من امتهان لحقوق وكرامة المواطن المصري للحصول علي مقرراته التموينية الهزيلة وحرمان ملايين الأسر منها في كل محافظات مصر دون ذنب هو بالفعل مؤشر خطير بأن تجاهل المسئولين لمعاناة المواطن وادعاءهم الكاذب بأن كله تمام هو قمة الخطر علي الأمن القومي!!
وأن تفرغ أعضاء البرلمان للسفر لحضور مباريات كرة القدم بدلا من اتخاذ قرارات جادة تجاه أزمات ومعاناة المواطنين من تدهور الخدمات وارتفاع أسعار.. هو أمر يؤكد أن المصريين وبرلمانهم يعانون من شرخ خطير يؤلم الأمن القومي!
وأن بقاء بعض المسئولين واستمرارهم في مناصبهم بأدائهم السييء..هو الخطر الحقيقي علي الأمن القومي.
————
daliagamal2020@yahoo.com
