الخميس , 19 يونيو 2025

داليا جمال تكتب: حرب البلوجرز!

= 6122

والبلوجرز لمن لايعرفهم هما ناس رايقه خالص ..اختار بعضهم أن تكون وظيفته في الحياه هي الأكل مجانا في المطاعم، وعمل فيديوهات علي اليوتيوب والتيك توك وكل وسائل التواصل الإجتماعي، يصور فيها المطعم وقائمة الطعام ، ويبتدي يطلب في وجبات، إشي محمر ..إشي مشمر ، وده بالسمنة وده بالزبدة مع كثير من المشوي علي بعض طواجن، بعدها يدخل علي الحلو..وده بالكريمة وده بالقشطة، وفي الآخر يقول كلمته ويحكم ع الطعم والمطعم وأصحابه، ويا إما يطلعهم سابع سماء، أو ينزلهم سابع أرض ، هما وأكلهم !! او هما وذوقهم ومفهوميتهم بقي!

باختصار …البلوجر هي شغلة من لا شغلة له، آه والله، ويستحسن بقي لو كنت فاشل في دراستك ومالكش في التعليم، ولا لو كنتي سيدة حاسه بملل من شغل البيت والعيال والفلوس مش مكفيه!!

هنا…تبقي تاهت ولقيناها ..واول ما تلاقي نفسك فاضي تاخد تليفونك وبالكاميرا وتروح تعمل نفسك بلوجر وجاي تقيم المطعم وأكله ومستوي الجوده ، وبعد كام فيديو من كام مطعم ، تتحول لبلوجر مشهور وتلاقي المطاعم نفسها بتطلبك علشان تاكل عندها وتقول في حقهم كلمتين حلوين، وكله بتمنه!

وبالطبع فهذه المهنة المستحدثة لابد أن يدخل فيها عنصر الإبتزاز، وهو ما سجلته بعض فيديوهات البلوجرز المحدثين، كما اشتهر الفيديو الخاص بإحدي البلوجرز وهي تطلب ما لذ وطاب من المشويات والطواجن والحمام المحشي في احد المطاعم، ويبدو ان المطعم لم يكن يعرف سيادتها، فتجرأ وطلب منها دفع حساب الطلبات ، وهنا… ظهرت علي حقيقتها فقد أخرجت كاميرا الموبايل ورفعت صوتها وهي تقول لمشاهديها ان المطعم سيئ جدا والاكل رديئ والحمام المحشي بشع والفريك ني، والملوخية ساقطة في الاعدادية!!

وماهي الا ساعة واحدة بعد بث الفيديو الأول إلا وظهرت نفس البلوجر في فيديو آخر من نفس المطعم ونفس الأكل، وهي تشدو وتتغني بجمال المطعم ودقة طشة الملوخية، ولذة المشويات والفتة والطواجن!! وكأن ما قالته سابقا كان كلام من ورا قلبها لأن أصحاب المطعم لم يقدروها حق قدرها!!

بالذمه..وبعد كل ما نسمعه ونراه من تطور مادي وثراء سريع جدا يظهر علي هذه النوعيات من البشر، التي خلقت مهن ما أنزل الله بها من سلطان، تصنف علي أنها ضحك علي الدقون!

كيف يمكن أن أطالب تلميذا بأن يجتهد ليصبح طبيبا او مهندسا او باحثا عن علم وفكر ورسالة في الحياة، وهو يري ويسمع عن ثروات هؤلاء المحدثين الجدد تحت مسمي بلوجرز!!

في وقت لم يعد فيه للمجتهد نصيب ولا للعلم احترام ولا للطبيب هيبة، ولا للمتعلم قيمة!!

الدولة ليست مطالبة بتجريم مهنة البلوجر، والقانون لن يمنع كل من لامهنة له في الضحك علي الدقون، الدور الحقيقي مطلوب من الناس والمجتمع بتجاهل هؤلاء الأدعياء، الذين أصبحوا نجوما علي حساب المجتمع والناس، والذين سمحنا لهم بدخول حياتنا والتحكم في اذواقنا…واحنا مش حاسيين.

——————————-
* مدير تحرير أخبار اليوم.
* المقال منشور بموقع فيتو، وتم نشره بالتنسيق مع الكاتبة

شاهد أيضاً

هل التعليم وحده يكفي لتكون غنيًا؟

عدد المشاهدات = 880 بقلم د – خالد السلامي كتاب “الأب الغني والأب الفقير” – …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.