حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
بقلم: د. محمود توني
يتساءل البعض ما المقصود بتعويم الجنيه؟ وما هي آثاره؟ وازاي الفرد يتصرف في مدخراته في ظل هذه الحالة.
وسوف أقدم هنا الإجابة على ذلك بصورة مبسطة بعيدا عن التعقيد وبدون ما ادخل في تفاصيل ومصطلحات اقتصادية معقدة لا يفهمها عامة الناس.
تعويم الجنيه المقصود به ترك سعر صرف العملة المحلية يتحدد وفقا للطلب والعرض دون تدخل من البنك المركزي. وطالما إن الطلب على الدولار أكبر من المعروض منه سوف يترتب عليه ارتفاع سعره مقابل الجنيه المصري.
نظريا ارتفاع سعر الدولار مقابل الجنيه يعني انخفاض قيمة الجنيه المصري من المفترض إن ذلك يؤدي إلى زيادة أسعار الواردات وانخفاض أسعار الصادرات مما يشجع على مزيد من الصادرات ويعمل على تخفيض الواردات.
لكن الواقع يتوقف على طبيعة الواردات بتاعتنا هل يمكن تخفيضها وأيضا على طبيعة صادراتنا وهل يتوقف إنتاجها على مواد خام مستوردة ؟
يعني مثلا هل نستطيع تخفيض الواردات من المواد الخام اللازمة للصناعة أو الواردات من السلع الضرورية أو الغذائية؟
الواقع إن معظم وارداتنا من المواد الخام أو السلع الضرورية وبالتالي تعويم الجنيه سوف يكون تأثيره محدود في تخفيض حجم الواردات ولكن سوف تنعكس في صورة ارتفاع أسعار المواد الخام والسلع الضرورية.
من ناحية أخرى ارتفاع تكلفة المواد الخام سوف تؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والتي سوف تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المحلية التي تعتمد على هذه المواد الخام والتي بدورها سوف تحد من زيادة صادراتنا.
يعني ملخص الكلام تعويم الجنيه لن يؤدي إلى زيادة صادراتنا بشكل كبير ولن يؤدي إلى انخفاض الواردات بشكل ملحوظ ولكن سوف تنعكس في صورة ارتفاع الأسعار وتظل الفجوة قائمة بين الصادرات والواردات وهو ما يعني استمرار زيادة الطلب على الدولار أكبر من المعروض منه والذي يستتبعه زيادات متتالية في سعره أمام الجنيه.
بالتالي الاحتفاظ بالنقود في هذه الفترة بالعملة المحلية قرار غير صائب. ممكن الاحتفاظ بالذهب في صورة سبائك أو عقارات أفضل بكثير من الاحتفاظ بالعملة المحلية.
