الجمعة , 8 أغسطس 2025

“الهانم والصعلوك” …بقلم: عادل عبدالستار العيلة

= 8443

جاءت الى جلسة علاج زواجي سيدة فى اواخر الاربعينات يبدو من هيئتها وحديثها إنها ( هانم ) وبدأت الحديث إنها سيدة تعمل فى مؤسسة غنية وراتبها كبير ولديها من ورثها ما يتعدي إجماله بضعة ملايين ، كانت متزوجة من رجل غاية فى الاحترام ووجيه إجتماعياً، ورزقهم الله أبناء ثلاث كلهم ذكور ، إلا إنها كانت على خلاف دائم مع زوجها بسبب نمطه الروتيني حتي فى علاقتهم الخاصة ، وهى كانت تريد شئ من الخروج عن الروتين والنمطية ، وتريد شئ من الجرأة والخروج عن المألوف فى علاقتهم الخاصة ، استمر الخلاف الى أن وصل للطلاق ، وكان طلاق هادئ يليق بمكانتهم الاجتماعية والادبية ، وهنا بدأت تلك السيدة فى البحث عن زوج أخر يحقق لها ما تريد ، وبالفعل وعن طريق إحدي الزميلات تعرفت على شخص بهرها بحسن كلامه واسلوبه وتزوجت به وأخفت زواجها عن أبنائها !! ، وبعد شهور قليلة أكتشفت إنها تزوجت من صعلوك (على حد تعبيرها) ، فلقد كان سافلاً واستغلالي ، سافلاً أخلاقياً وسلوكياً جتي فى علاقتهم الزوجية ، ولم تتحمل السيدة وتم الطلاق بعد أن أذلها وأهانها ، وأضطرت للذهاب الى طبيب نفسي ليعالجها من أضطراب ما بعد الصدمة !! ( صدمة إنه كيف لمثلي فى مكانتها وتربيتها ورقيها قبلت بهذا الصعلوك وهو مختلف تماما عنى اخلاقيا وسلوكيا ورقياً )
ايها السادة … أعلم أنني قد أطلت فى التفاصيل ولكني كنت مضطراً حتي تتضح الصورة ويتمكن القارئ الكريم من الربط بين احداث القصة وبين وما ساقوم بالاشارة اليه وهذا هدف المقال ورسالته :
1/ نعم لقد أخطأت تلك السيدة ، فلقد دفعتها رغبتها الشديده فى حياة غير روتينية وفيها شئ من الجرأة وعدم النمطية الى جعلها صيد سهل لأول من قابلها ، رغبتها فى التحرر قليلا أصاب عينها بالرمد وعقلها بالبلاده ، وكان عليها أن لا تضحي ببيتها وأسرتها من أجل أمر كان يمكن التعايش معه إذا استحضرت هي باقى مميزات زوجها، ورسالتي لمن مثل تلك السيدة أن عليهن بالتأمل أكثر والدقة فى الاختيار ، وعليهن ألا ينسوا تحت رغبة التغير أن يحافظوا على مكانتهم ، وعليهم أن يعلموا أن الانسان الراقي ليس سهل عليه أن يعيش فى بيئة ملوثة حتى ولو وجد فيها ما يرغب ، لانه بعد قليل ستتغلب عليه تربيته وسيتغلب عليه معدنه الاصلي ، وحينها سيقول كيف لى أن أتواجد هنا فهذا لا يليق بي ، ولكن حينها ربما يكون قد فقد الكثير من إحترامه لنفسه وأهان نفسه دون أن يدري ، وربما وقع فريسه لصعلوك مثل ما حدث مع بطلة هذا المقال فلقد أراد أن يستغلها جسدياً لانها لمحت له فى بداية التعارف أن سبب إنفصالها عن زوجها هدوئه وعدم خروجه عن النص فى علاقتهم الاسرية وعلاقتهم الخاصة !!
2/ أقول للنساء… إن ضرورة حسن الاختيار فى الزواج الثانى لا تقل أهمية أبداً عن الزواج الاول بل ربما تزيد وذلك لوجود أولاد وحساسية موقفك وربما مكانتك الاجتماعية والادبية ، فإذا كان لابد من أن تخوضي تجربة جديدة فلابد أن تراعي فيها رقيك وبيئتك الاولي ومعدنك لانهم سيتغلبوا عليك فى النهاية ، فلا يليق أبدأ أن ترتبط هانم بصعلوك لمجرد إنه جريئ فى سلوكه ومعسول فى حديثه أو إنه وعدك بنمط مختلف عن الزوج السابق ( أنا هنا لا اتحدث عن الغني والفقر ولكن اتحدث عن السلوك المتدني والمستوي الادبي والاجتماعي )
3/ أقول للرجال … حين تطلب منك زوجتك بعض التغير فلا تكن متجمداً ، وعليك أن تراعي إحتياجتها مادام ليس محرماً ، وعليك أن تفهم أن البنية النفسية للنساء مختلفة فعليك أن تراعي هذا ، فلقد أعترفت تلك السيدة بنفسها إنها كانت ترغب فقط فى القليل من التغير فهي ليس لديها اى شكوي أخري من زوجها فقط قليل من التغير وقليل من عدم النمطية فى الحياه عموما وفى علاقتهم الخاصة ، ولكن حين تعند الزوج وفشل فى الاحتواء وصل الامر الى الطلاق ، ووصل الامر بها الى الصعلوك ، وكان من السهل أن لا يحدث كل هذا بقليل من التغير والاحتواء ، بدليل إنها حين وجدت الكثير من التغير والخروج على النص مع الزوج الثانى لم تتحمل وأيضاً تم الطلاق لانها راقيه بطبعها وهانم فى اصلها ، صحيح أن هذا لا يعنى إنها لم تخطئ بل هى أخطأت حين طلبت الطلاق من الزوج الاول وكان عليها أن تتعايش مع الامر فهو ليس بالامر الكبير ولكن زوجها ايضا يتحمل جزء كبير مما حدث فعلينا أن ننتبه
حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر ..أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

————————————————

كاتب صحفي … جريدة حياتي اليوم

شاهد أيضاً

شاهندا البحراوي تكتب: لغة الحب..!

عدد المشاهدات = 6850 كلنا اكيد عرفنا الحب ودقناه سواء كان حب لصديق أو حبيب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.