الإثنين , 11 أغسطس 2025
رائعة سكشبير "الملك لير"

الفن يُبعث من جديد في رائعة شكسبير “الملك لير”

= 2295

بقلم: عبير العطار

في عرضٍ خلاب ليلة الأمس
لمسرحية الملك لير
أشهد أن الانضباط كان سيد الموقف
السلام الوطني بدأ مع دقات التاسعة مساء وفتحت الستارة.
إن الإبداع الحقيقي هو عمل مكتمل الأركان
فلشد ما أدهشتني الديكورات، سرعة تغيير اللوحات
الصوت الخلفي للمشهد
واللوحة المتحركة المناسبة في خلفية الديكور.
إنها التهيئة النفسية المناسبة لدمجك في الحدث المسرحي ، والحدث ابتدأ برقصةٍ ساحرة تنقلك من عامك هذا إلى عوالمهم القديمة..
من قال أن الفن قد اندثر أو مات رواده… لقد امتلأت الصالة عن آخرها رغم مرور أكثر من شهر على العرض ، والصعوبات التي واجهناها بالحجز ولولا المبدع أحمد الناصر لما تمكنت من رؤية هذا الجمال، لقد اهتم لاهتمامي وهذه لفتة إنسانية فارقة بالنسبة لي.
لقد قسمت شخصيات العمل تقسيما يليق بها، فعملاق المسرح د يحي الفخراني تنظر له بكل تفاؤل ، لأن استطاع أن يحفظ ويمثل ، يبدع ويضيف رغم عمره المتقدم.. لقد أقنعني بأنه الملك لير حقا وأن خيباته واقعية


وأن كل حركة ونفس نابعين من تقمصٍ تام للشخصية.
أما الفنان الكبير الذي تفوق على نفسه فهو طارق الدسوقي،
لا أنكر انحيازي الشديد له لأن لديه لغة سليمة، مخارج حروف منضبطة، إحساس بالموقف والمشاهد ما يجعلك تتعلم دروسا كثيرة من أدائه الفخيم، الفنان طارق الدسوقي لا ينتظر رأيا ولكن للأمانة انتقلت زمانيا ومكانيا مع الحدث ، فخامة الديكور ، وغموض الماضي إلى هناك . .إنه سحر الفن يا سادة!
وطريقته تُدرس فعلا لمن أراد أن يتعلم الفن الحقيقي.
الإبداع لا في تملق شخص الفنان بل في كيفية اقتناص الدرر من عمله المتقن وهذا ما أمتعني وشدني.
أيضا الفنان طارق شرف الذي تعودت على إبداعاته وحضور مسرحياته تتعلم منه تصاعد صراع الشخصية مع تطور الحدث فقد بدأ دوره هادئا حتى كدت أنخدع ، لكنه فاجئني بأن للشخصية أبعاد أخرى أتقن ترجمتها.
أما الفنان أحمد عثمان فله مستقبل باهر في عالم التمثيل والأداء المسرحي فقد أقنعني جدا بأنه الشرير في العمل، وهي مهمة صعبة للغاية وليس هينا أن تثبت الغدر والخداع والنفاق والحقد في شخصية واحدة إلا بالإتقان
وهو يستفزك لتتابع حركاته الجسدية و لفتاته اللفظية
بارعٌ وله مستقبل كبير.
الأكثر إدهاشا هنا وربما يراه البعض ثانويا، لكنها المعارك..
فعلى شاشة السينما او التلفزيون تستطيع إعادة المشاهد حتى تخرج اللقطة المعني بها المخرج
ليكون عملا متقنا،أما أن ترى معركة حية بسيوف وأسلوب طرح في الحقيقة لم أشاهده من قبل واتقان أقل ما يقال عنه أنه كان بالقلم والمسطرة..
عيناي كانت تتبع كل خطوة، خفت من شدة اندماجهم لكن الحرفية تغلبت على مخاوفي.
لا أريد الإطالة لكنها شهادة حق، الفنانون الرجال تفوقوا فيها على الفنانات وخطفوا الأنظار، للأداء الصوتي الحاد للبطلات.

شاهد أيضاً

شخصيات لها تاريخ: الملكة فريدة.. حبيبة الملايين

عدد المشاهدات = 21141 بقلم الكاتبة: هبة الأفندي لقبها الملك فاروق وقصه الحب الكلاسيكية الأسطورية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.