الأحد , 21 سبتمبر 2025

التحليق خارج السرب… بقلم: عادل عبدالستار العيلة

= 118

أعلم تماماً أن ما أكتبه الان هو تحليق خارج السرب ، ولا اقصد أبدا الاختلاف لمجرد الاختلاف ، ولكن ما دفعنى الى هذا هو أن ما سأطرحه يحمل منطق يجب أن نقف أمامه ونتأمله سواء قبلناه او رفضناه ، وأقول :

أن ما يحدث فى غزة منذ عامين هو فى أقل وصف له جريمه بشعه يرتكبها ومازال يرتكبها الاحتلال ، ولكن هل المُقاومه هنا لا تتحمل أي ذنب ؟؟ نحن هنا لا نتحدث بالعاطفه ولكن بحساب المكسب والخساره ، هل المُقاومة إستشارت أصحاب الخبره العسكريه قبل البدء فيما قامت به ؟! هل استشارت مصر ؟ وهى تعلم تماما أن مصر دولة شريفة رغم كل ما تقوله المقاومه عنها بالسلب ، فهذا فقط للكاميرات أما فى صدورهم وعقولهم فهم يعلمون جيداً أن مصر دولة شريفة وستنصحهم باخلاص.

 ولماذا لم يستجيبوا او يتعلموا من التحذيرات السابقه والمتكرره بأن مواقفها تمثل دعوة مفتوحة لاسرائيل للعدوان؟

ويجب أن نسأل المُقاومة: إلى متى يراق الدم الفلسطيني ثم نستمع الى من يعترف بالخطأ فى حساب ردود الافعال الاسرائيلية ومداها ونطاقها ؟؟

وهل يجب أن نرفع  شعار المقاومه فوق اشلاء الشهداء وأنقاض التدمير لمجرد إننا نقاوم أم إنه يجب أن تكون للمقاومه تقدير موقف وخطط  ، إن المقاومه ليست شعارات تستخف بارواح الشهداء ودماء الجرحي ومعاناة المدنيين الابرياء (هذا الاستخفاف وارد جدا أن يكون بدون قصد وبحسن نية ولكن النتيجة واحده فى كل الاحوال).

حان الوقت أن تعلم المقاومه ويعلم الجميع أن المقاومه لابد وأن تخضع لحساب الارباح والخسائر وهي مسئولة أمام شعبها يحاسبها بقدر ما تحققه من مكاسب او ما تؤدي اليه من ضحايا ودمار ، فحين شعر عبدالناصر بالخطأ فى 67 أعلن تنحيه.. وحين أخطأ المشير عامر عزل.. وهكذا هى حسابات الحرب هم أيضا كانوا يحاربون العدو نفسه.. ورغم ذلك حين أخفقوا تم محاسبتهم فلماذا لا تخضع المقاومه لنفس الشئ ، خصوصاً وأن حماس ليست مجرد مقاومه شعبية ولكن هى بشكل او بأخر أقرب الى الجيش المنظم ( 40 الف جندي لهم رواتب من الدوله الفلسطينية) ينقصهم للاسف عتاد الحرب ، لذلك كان عليهم ايضا أن تخضع تحركاتهم للحسابات العسكرية ، لان استشهاد 60 الف وأكثر ليس بالرقم الهين الذى يعبر علينا هكذا عبور الكرام .

أخيراً … لا يفهم القارئ من كلامى أنى أهاجم المقاومه او اننى ضد وجود المقاومه ، فالمقاومه لمن يتأمل بعمق هى خط الدفاع الاول للقضية الفلسطينية، وكلما كانت قوية كان هذا فى صالح القضية فضلا عن صالح فلسطين وشعبها، ولكن ما اريد أن أقوله أن ما نقوم به يجب أن يخضع لحساب المكسب والخسارة ، حتى لا يصبح الامر كمن ضرب خصمه باليد على وجه وهو يعلم أن الخصم سيرد عليه بالرصاص.

أدعو الله أن يحفظ فلسطين وأن ينصر أهلها ويهون عليهم ماهم فيه ويغفر الله لنا تقصيرنا فى حقهم 

حفظ الله مصر … أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: الكرة فى ملعب وزير الإسكان

عدد المشاهدات = 174 لو عايز تبقى ملياردير بسرعة، الموضوع أبسط مما تتخيل، كل ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.