الأربعاء , 24 أبريل 2024

إدارة الخطوبة 1-5 (معايير ما قبل الاختيار)

= 5278

بقلم: عادل عبدالستار العيلة

الأسرة هي الكيان الذي يضم جميع أفراد الأسرة وهي الأمان والدفء والروح الطيبة التي تُظلل على أفرادها كالشجرة التي تظلل على من يقف تحتها وتحميه من أشعة الشمس أو تحميه ممن يجري خلفه لكي يؤذيه، فهي رمز الحياة وأساس تكوين شخصية الفرد فكل إناء ينضح بما فيه
ولذلك سنتحدث الآن عن أول خطوة في بناء الأسرة وهي الخطوبة، وكيفية اختيار شريك الحياة، لأننا نؤمن أن حسن الاختيار هو عامل مهم جداً في التوافق بين الزوجين فيما بعد، ويساعد على تجنب الكثير من المشكلات الأسرية.

لا نقول إن المشكلات لن تحدث فهذا غير طبيعي وغير صحي نفسياً أيضاً كما سنوضح لاحقاً، وإنما نقصد بأن حسن الاختيار منذ البداية يُساعد على التفاهم وإيجاد دائما منطقة مشتركة بين الزوجين ينطلقان منها للأمام، وعلى الشاب والفتاة أن يعلموا جيداً أن اختيار شريك الحياة من أصعب التحدّيات التي تواجه الإنسان، فليس من السهل اختيار شخص لنعيش معه طوال الحياة، وبشكل يومي ونتقاسم معه جميع ظروف الحياة المرّة قبل الحلوة، نحتمل تصرّفاته ومزاجه، وكذلك يجب أن يكون لدى هذا الشخص الاستعداد لتحمل كل ما يبدر منّا من تصرّفات، لذا علينا التفكير بشكل جيد وعميق قبل اختيار شريك الحياة.

أولا: خطوط عريضة قبل الشروع في عملية الاختيار

لا بد من معرفة أن هناك معيارين للاختيار.

المعيار الأول: العادات والتقاليد

أن هناك من تحكمه عادات وتقاليد مجتمعه أو عائلته  وعلى قدر مدى صلابته هو أمام تلك التقاليد أو رضوخه يتشكل شكل وملامح عملية اختيار الشريك ، ونقصد  هنا بأن هناك من تحكمه عادات وتقاليد أسرته مثل أن يتزوج من نفس عائلته أو قبيلته  أو من نفس البلد  وعلى قدر موافقته هو أو رفضه لتلك العادات سيكون الاختيار،   وهذه ليست دعوة منا إلى التمرد أو العصيان على التقاليد أو الأعراف  ولكن فقط نوضح  ما يحكم الاختيار حين يأتي الاختيار، وفي  حال أن وافق الشاب أو الفتاة على تلك التقاليد  أو إنه يؤمن بها هو أيضاً عليه  أن يحرص على أن يكون الاختيار صحيح، ولا يرضخ لكل تفاصيل التقاليد، نعم هو سيتبعها ولكن يمكن له أن يضع بعد التعديلات حسب ما يراه مناسب له.

فمثلاً إذا الفتاة التي أشار إليها الاهل ليست بمستوى تعليمى يَرضى هو به، فعليه أن يبحث داخل نفس العائلة او القبيلة على من تناسبه فى مستواه التعليمى او درجة الجمال وهكذا ، فليس شرط أن أتبع التقاليد كما هى دون أن أراعى إحتيجاتى أنا، نعم أنا لن أخرج عن العادات والتقاليد لانى أؤمن بها أو لاننى أريد أن أرضى أسرتى ولكن أتبعها بمهارات كيفية إختيار الشريك، أما فى حالة رفض تلك العادات والتقاليد  ف رسالتنا للشاب او الفتاه عدم الاصطدام مع الاسرة، بل يجب أن يفهم أن الحوار هو أفضل طريقة للوصول الى نقطة مشتركة يمكن أن ينطلق منها وأن يقنعهم برأيه دون أن يقع فى عقوق أبيه او أمه، وربما يحتاج الى تدخل بعض العقلاء او الحكماء كى يساعدوه على ما يريد، وعليه أن يعلم أن رأى الاهل فى تلك الامور غاية فى الاهمية وذلك لخبرتهم الحياتيه ومعرفتهم بأمور من الصعب عليه أن يعرفها هو فى تلك السن المبكرة

المعيار الثانى … الاحتياج

بمعنى ماذا أحتاج أنا من شريكة حياتى أو شريك حياتى، وفى معظم الحالات فإن الزواج الذى قام على الاحتياج فهو زواج ناجح إذا خلصت النوايا، مثلا إحتياجى أن أتزوج من فتاه أحبها، أو من فتاة موظفة، او جميلة وهكذا الفتاة أيضاً، ولكن فى هذا المعيار على الشاب والفتاة أن ينتبه الى أمر غاية فى الاهمية وهو نعم ربما أنا أحتاج لفتاة موظفة كى تساعدى على صعوبة الحياة لكن فى الوقت ذاته لا يجب أن أغلق عينى عن أمور بديهية مثل أخلاقها مثلاً، أو درجة جمالها إذا كان الجمال يمثل لى أهمية، فما قيمة أن ارتبط بموظفه مثلاً وهى غير مؤدبة وليست على خلق… وهكذا الفتاة  ما قيمة أن ارتبط بشاب غنى وهو عاق لابوه وأمه فإذا كان ليس باراً بمن أتوا به فما بالك من أتى هو بها، إذن لا مانع أن أبحث عما أحتاج ولكن دون أن أتخلى عن باقى مُقومات الزواج الناجح.

إذن ما هى مُقومات الزواج الناجح؟ وما هى مقاييس الاختيار، هذا ما سوف نوضحه فى المقال القادم -إن شاء الله-.

وفق الله شبابنا فى حسن الاختيار… وحفظ الله بيوتنا

حفظ الله مصر… أرضاً وشعباً وجيشاً وأزهراً
—————————-
* مدرب معتمد للاستشارات الزوجية.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: لو كان خيراً

عدد المشاهدات = 2051 ألطاف رب العالمين تجري ونحن لا ندري، فكل شر يقع بنا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.