سيلينا السعيد – مسقط
انطلقت مساء الاثنين 16 يونيو 2025 فعاليات “الأيام السينمائية التونسية” في سلطنة عُمان، بتنظيم مشترك بين الجمعية العُمانية للسينما وسفارة الجمهورية التونسية في مسقط، لتُشكّل هذه الفعالية منصة نابضة بالإبداع الإنساني، وجسرًا بصريًا يربط بين تونس، قلب المتوسط، وعُمان، روح الشرق.
الافتتاح الرسمي: عدسة تُضيء القاعة الكبرى بوزارة العمل
شهدت القاعة الكبرى بوزارة العمل حفل الافتتاح بحضور رسمي وثقافي لافت، تقدّمه سعادة السفير التونسي عز الدين التيس ، الذي ألقى كلمة مؤثرة حول تاريخ السينما التونسية و دور السينما في بناء الحوار الثقافي و الفني بين الشعوب، مشيدًا بالعلاقات العميقة بين سلطنة عمان وتونس.
كما حضر الفعالية سعادة السفير التركي الدكتور محمد حكيم أوغلو، مما يؤكد على البعد الإقليمي والحوار العابر للثقافات الذي تتيحه السينما.
واستهلت الليلة الأولى بعرض الفيلم الروائي التونسي “بيك نعيش” للمخرج مهدي برصاوي، وهو عمل درامي إنساني يدور حول عائلة تونسية تواجه مفاجأة صادمة تُهدد حياتها وتفتح تساؤلات وجودية حول الهوية، الأبوة، والخيار الأخلاقي. الفيلم نال إعجاب الحضور بأسلوبه البصري العميق وأداء أبطاله اللافت، وعلى رأسهم سامي بوعجيلة ونجلاء بن عبد الله.
سينما تُشبهنا… ونقاشات تُضيء العتمة
تنوّعت الفعالية بين عروض أفلام روائية ووثائقية، وأوراق عمل متخصصة قدّمها مخرجون ونقاد، حيث تمّ عرض الفيلم الأول الذي يناقش التطرف العاطفي لدى الأب وخوفه على ابنه من الضياع، ضمن قالب سينمائي مؤلم وصادق.
عُمان وتونس… شاشتان بلون واحد
جاءت هذه المبادرة لتعكس روح الانفتاح والتعاون بين البلدين، إذ شكّلت الأيام السينمائية التونسية مساحة تلاقٍ بين الجمهور العُماني ووجوه تونسية بارزة من صُنّاع السينما، حيث فُتحت نوافذ جديدة للحوار الفني بين مؤسسات البلدين، وجرى التأكيد على أهمية دعم إنتاجات عربية مشتركة تعكس هموم الناس، وتُجسّد روح الإبداع والهوية الإنسانية.
عدسة تُضيء المعنى
لم تكن الفعالية مجرد سلسلة عروض، بل كانت بمثابة رحلة داخل الإنسان، حيث ناقشت الأفلام التونسية المعروضة قضايا الهوية، الحرية، القلق الوجودي، والأمل، بأسلوب سينمائي نابض بالحياة والصدق. كما شكّلت فرصة لطرح تساؤلات نقدية وجمالية حول صناعة السينما العربية، وأهمية منح الشباب فرصة لرواية قصصهم بجرأة وبساطة.
ختامًا… حين تتحدث الشاشة بلهجة الروح
“أيام السينما التونسية” لم تُختَتم… بل بدأت فصلاً جديدًا في العلاقة بين عمان والفن التونسي، علاقة تُبنى بالصورة، وتُروى بالحلم، وتمتدّ من الكاميرا إلى القلب.