حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
عنوان صادم وحاد ولكن له دلالته وقصته.. فقد جمعتنى جلسة مع صديق بشهادة مهندس قال لي: "أنت عارف إن التقاط السيلفى الكثير يصيب بالعمى"، فكانت إجابتى بكل اندهاش: "لا ياراجل"، وفى رد سريع منه ودون تفكير أكد لى صحة المعلومة وكأنه طبيب متخصص فى العيون توصل إليها بعد فحص وبحث وتأنٍ.. والأدهى من ذلك قسمه بالله العظيم.
هكذا كانت معلومة صديقي "المهندس، المثقف، المتعلم، النابغة" الذي اجتهد حتى أصبح مهندسا.. إلى هذا الحد أصبح انتشار المعلومة الخاطئة سهلا ميسرا يتناقله المثقفون قبل الجاهلين "غير المتعلمين وقليلي الوعي".. معلومة لا أساس لها من الصحة تنتشر بيننا كانتشار النار في الهشيم.. تساعد في تفشي الجهل وقلب الحقائق وخرق المنطق و"ف..خ" الواقع.
ليس الخطر في ذلك بل يكمن الخطر كله في لامبالاة كل من ناشرها ومتقبلها والتي تكمن في عدم اجتهادهم في تصويب المعلومة ومعرفة مدى صحتها من خطئها..يصدقها كثيرون، وقليل يكذبها والبعض لا يعرها اهتماما حتى غرق الصواب وتاهت الحلول.
والحل من وجهة نظري يكمن في العودة إلى ماضينا المشرق ولكن بتكنولوجيا الحاضر، والتعلم من دول متقدمة مثل الصين ومثيلاتها "غربية كانت أم عربية" والتي استطاعت الارتقاء باقتصاداتها وسياساتها من خلال شعوبها نظرا لابتعادهم عن الآفات السلبية وأولها "الفهلوة" – بالطبع تعرفونها جميعا دون شرح أو تطويل، على العكس منا تماما، فقد ابتعدنا عن النظام والدقة.. تعدى بعضنا على حقوق غيره.. زيفنا ونشرنا الوساطة والمحسوبية بأيدينا.. لنحرق بها أنفسنا ويكون الخاسر "نحن".
لذا علينا مداومة القراءة وتعقلها ومواجهة اللامبالاة بالوعي والثقافة، والجهل بالعلم، حتى ننجح في تمييز الخبيث من الطيب قبل أن يأتي يوم لا نرى فيه إلا الحسرة والندم.
ملحوظة: اتصلت بأحد أطباء العيون للتحقق من المعلومة فأكد عدم صحتها، قائلا: "مين اللي قالك كدا".. أجبته: "قالولي"..!
وللحديث بقية..
———–
إيميل:amirhagag@yahoo.com
