بقلم د. سهير حسين
تعيش الأمة العربية والإسلامية في حالة من الغفوة الطويلة، أمة تائهة بين تحديات الداخل والخارج، متجاهلة التهديدات المستمرة التي تحيط بها من كل صوب. على الرغم من التحديات الجمة التي تمر بها المنطقة، إلا أن الواقع يظهر لنا أن هناك حالة من السلبية واللامبالاة تجتاح معظم الدول العربية والإسلامية، في تعاملها مع الأعداء ومواجهة التحديات المشتركة.
التفرقة بدلاً من الوحدة
أحد أبرز أسباب تلك السلبية يكمن في غياب التعاون والتحالف الفعّال بين الدول العربية والإسلامية. تعيش هذه الدول في حالة من التنافر والتفكك، وهو ما يتيح للعدو أن يتوغل في الشئون الداخلية، ويؤثر بشكل كبير في القرارات السياسية والاقتصادية. بدلاً من تشكيل جبهة موحدة لمواجهة التحديات المشتركة، نرى أن الكثير من الدول تتبع سياسات متناقضة، حيث يتم الانشغال بالصراعات الداخلية والمشاكل السياسية المحلية على حساب مواجهة العدو المشترك.
التدخلات الخارجية والسيطرة
العدو، سواء كان دولًا أو قوى خارجية، استغل هذا التفكك والتشرذم العربي والإسلامي لصالحه. التدخلات الأجنبية في شؤون المنطقة العربية باتت واقعًا يوميًا، من خلال دعم الأنظمة المتسلطة أو تمويل الجماعات المسلحة أو التدخل في الاقتصاد والسياسة. وقد أدت هذه التدخلات إلى تهديد الاستقرار الإقليمي وزيادة التوترات بين الدول العربية، مما عزز مكانة الأعداء داخل المنطقة.
مصر وتأثيرها في الساحة العربية
لا يمكن الحديث عن الوضع العربي دون الإشارة إلى دور مصر المحوري في الساحة العربية. مصر، التي كانت وما زالت تمثل قلب العالم العربي، لعبت دورًا هامًا في محاربة التهديدات الخارجية. إلا أن الواقع الحالي يعكس تراجعًا نسبيًا في هذا الدور، في ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجهها. رغم ذلك، لا يزال هناك أمل في أن تستعيد مصر قوتها التأثيرية من خلال تحالفات استراتيجية وتعاون فعّال مع الدول العربية الأخرى.
النظرة المستقبلية: يقظة الأمة
ما تحتاجه الأمة العربية والإسلامية اليوم هو يقظة جماعية. يجب أن يدرك القادة والمواطنون أن التهديدات التي تواجههم لا تأتي فقط من خارج حدودهم، ولكن من الداخل أيضًا، من خلال الصراعات والتفكك الداخلي. إن الوحدة والتعاون بين الدول العربية والإسلامية باتت ضرورة حتمية لمواجهة التحديات الكبرى. في ظل هذه الظروف، لن يكون هناك مجال للنجاح في مواجهة الأعداء إلا إذا تم تجاوز الخلافات الداخلية والتكتلات غير المفيدة، وبناء تحالفات قوية تضمن استقرار المنطقة.
خاتمة
أمة نائمة لا يمكنها مواجهة التحديات. والعالم العربي والإسلامي بحاجة إلى صحوة حقيقية تقوم على الوحدة والعمل المشترك. مصر، كداعم رئيسي للأمة العربية، يجب أن تستعيد دورها القيادي في هذا السياق. إن التعاون والتكامل بين الدول العربية والإسلامية ليس فقط ضرورياً بل هو السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار والازدهار في المستقبل.