الجمعة , 19 أبريل 2024

أزواج..والله أعلم!

= 4853

بعد ظهور الانترنت، ومواقع التواصل، لم يعد الزواج يتخذ تلك الصورة التقليدية المعتادة .. ولم تعد هناك حاجة الى “الخاطبة” التي كانت تدق الأبواب سابقا لتزف النبأ السعيد، سواء لأهل العروس بالعثور على العريس المناسب، أو لأهل العريس الذين وجدوا له فتاته الجميلة التى يحلم بها أخيرا.

شئنا أم أبينا..هناك حالات زواج تتم الآن من خلال الانترنت..وهناك أزواج يبدأون مشوار حياتهم الزوجية استنادا إلى ظهور أحدهم – ولو بالصدفة – على صفحة الطرف الآخر في الفيسبوك، أو في أي مواقع تواصل اجتماعي أخرى!

ولكن هل يمكن أن تتحول هذه الحالات إلى واقع نعيشه خلال السنوات المقبلة..وهل تصبح الانترنت “خاطبة” هذا الزمان؟

سيقول لك البعض ولم لا ..!  دون أن ينتبه الى أن الانترنت خادعة الى درجة لا يمكن تصديقها..وكثيرا ما أوقعت أطرافا صادقة النية فريسة للكذب والخداع بل والنصب أحيانا، وبخاصة حين يوهمها الطرف الآخر بمعلومات مغلوطة عن نفسه.

نعم.. قد يقع البعض في شراك الحب على الانترنت..ولكنه غالبا سيكون على درجة كبيرة من عدم اليقين.. وقد توقعه حبائله في فخ أكبر مما يتصور.. وتزداد المشكلة تعقيدا حين يكتشف أحدهم خداع الآخر بعد فوات الأوان.

فالخاطبة التقليدية كانت تعرف العريس وأهله وتسأل عن حسبه ونسبه، وكذلك العروس وأهلها وسيرتها الذاتية، ولهذا كانت غالبية الزيجات يكتب لها النجاح، بينما الزواج الناتج عن علاقات الانترنت قد يكون مصير الغالبية العظمى من حالاته الفشل وعدم الاستقرار الأسري، لأنه على الرغم مما يطرأ من تطورات تكنولوجية، لا يمكن قياس المشاعر الإنسانية بواسطة هذه التقنيات الجامدة، كما أنها فشلت في القيام بأي دور حقيقي في بناء وتنمية المجتمعات ثقافيا أو اجتماعيا.

إن الزواج لابد أن يبنى على أسس قوية، من أهمها الصراحة والوضوح والتكافؤ الفكري والاجتماعي وكذلك المودة والرحمة التي يجعلها الله تعالى بين الرجل والمرأة حين يقررا بناء أسرة جديدة، ومن الصعب جدا التأكد من توفر هذه المواصفات أو المشاعر والأحاسيس بواسطة وسائل “مضللة”، أو بكلمات “زائفة” يرسلها البعض بمجرد الضغظ على زر “إرسال” في لوحة المفاتيح!

مجدي الشاذلي

logo - Smallest

شاهد أيضاً

كابتن الخطيب .. عفوا

عدد المشاهدات = 18799 عزيزي الكابتن محمود الخطيب.. هذه رسالة من مشجع زملكاوي كثيرا ما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.