السبت , 14 يونيو 2025

عزة الفشني تكتب: زيارة ترامب للشرق الأوسط … المال سيد الموقف

= 2536

بينما تقصف غزة تعبيراً عن حسن النية وتمسح عائلات من السجل المدني … هناك في الجانب الآخر من الأمة يحتفون بقدوم الداعم الأكبر للكيان الصهيوني في إبادة غزة لإحتلالها وتحويل أرضها لاستثماراتهم و تنهمر عليه التريليونات والصفقات الأبدية كالمطر … هكذا هم رجال الأمة العربية يدعمون قتلة أبناء أمتهم ويكافئونهم

♦️ ترامب يستقبل كبطل وزعيم فى بلاد الحرمين

و ها هو ترامب الذي نكل و شارك قي قتل الأطفال و خرب البلاد في غزة و لبنان و اليمن يستقبل كالبطل و الزعيم الكبير في بلاد الحرمين الشريفين إلى جانب الإمارات وقطر

♦️ وماذا عن غزة

منتهى التهاون واللامبالاة لماذا لا يضع حكام الخليج قضية غزة ووقف القتال و انهاء الحرب و إدخال المساعدات على طاولة المفاوضات مع ترامب أليس الأجدر أن يجدوا حلاً للقضية الفلسطينية بل أعطوه ملايين الدولارات
ليدعم بها الصهاينة ليستمروا فى قتل أهل غزة والقضاء عليهم

♦️ خلاف مصر مع أمريكا والكيان الصهيوني

كل هؤلاء قابلوا ترامب لتقديم القرابين والولاء له
فى حين أن مصر التي على خلاف مع أمريكا والكيان الصهيوني لا تقدم قرابين لأحد ليرضى عنها بل تقف شامخة عالية الرأس بمفردها دون مساندة أحد فهى الوحيدة التي ذكرت فلسطين وأهل غزة.. لقد تساقطت الأقنعة وظهر الرجال في هذه المواقف ولم يعد على الحقيقة غبار ليراها أحد سوى الحاقدين الذين يعملون لتدمير مصر

♦️ مصر عاصمة القرار

لكن هيهات فإن الشجرة التي يجلس تحتها أسد لا تتسلقها القرود كذلك هي مصر
إن عدم وجود قاعدة أجنبية أو جندي أجنبي واحد على أرض مصر ولا يحمي أرضها إلا أبناء بلدها إنه لأمر عظيم حق لنا جميعاً كمصريين أن نفخر به … فمصر هي عاصمة القرار لا توجد أية إملاءات أو شروط تفرض عليها

إن السفهاء فاقدي السيادة على الأرض الذين آتاهم المال الوفير بلا جهد و لا تعب نسوا الله فأنساهم أنفسهم لا يدركون نِعم الله وكيف يتم توجيهها بما يرضي الله لصالح الوطن والإنسانية

♦️ دول منزوعة السيادة

هذه الدول منزوعة السيادة سيلاحقهم الخزى والعار مهما تظاهرت أنها ترفض بعض النقاط التي لا ترتقي بأي حال من الأحوال إلي ما منحته بكل رضا للإداره الأمريكية..

ولا تجوز المقارنة بأى حال من الأحوال بين عظمة وشموخ مصر وبين محيطها الذى كان عربياً فأصبح صهيونياً بإملاء أمريكى وانبطاح مذل لقادة هذه الكيانات

فلم تكن مصر فى جدول زيارة ترامب للشرق الأوسط لأن ترامب منذ موقف مصر من خطة التهجير ورفض السيسي زيارة البيت الأبيض..اتخذ موقفاً سلبياً وواصل سياساته مع الخليجيين أصحاب السمع والطاعة لتنفيذ مخططاته

فمن الجائز أنها رد للصفعة التى صفعها الرئيس السيسى بعدم الذهاب إلى واشنطن لتقديم الولاء مثلما تفعل بعض الدول

و لا أستبعد أن يكون تم الإتفاق بين ترامب و كلاً من السعودية وقطر والإمارات علي أن التهجير ضرورة أمنية لإسرائيل … فى حين أن السيسي يعلن مقاومة التهجير ويطرح إعادة إعمار غزة ولا يوجد من يستمع له

♦️ مرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس بالمجان

و بمفهوم التاجر و المطور العقاري وأي شيء آخر غير رجل سياسة فإن ترامب طلب مرور السفن الأمريكية عبر قناة السويس مجاناً ولم يحصل علي ما أراد … و ربما كان تجاهل مصر في زيارته قد يكون وسيلة ضغط لقبول طلبه ؟

♦️ مصر ليست تابعة لأحد

إن مصر على مدار تاريخها ليست تابعة لأحد ولا خاضعة لأية سلطة في العالم لاءات مصر لأمريكا لم تقدر أي دولة على قولها.
و لو بقياسهم ترامب أيضاً لم يذهب إلى إسرائيل الحليف الأهم له في المنطقة لكن هذه الزيارة لجمع دولارات حتى لم نسمع خلال اللقاء عن أية كلمة تخص أهم بندين بالنسبة للسعودية بند الدفاع المشترك وبند المفاعل السلمي السعودي

♦️ السعودية و حلم قيادة الشرق الأوسط

ومن الواضح للعلن أن السعودية تريد أن تقود الشرق الأوسط حيث بدأت بالرياضة وكرة القدم ثم الفن والفنانين و تطويق مصر مادياً ولا ننسى عندما دعا الرئيس السيسى قادة العرب لإجتماع القاهرة حول غزة ولم تحضر السعودية وبعض دول الخليج لكى تظهر مصر أنه إجتماع تافه وتحصيل حاصل

من هنا جاء حلم قيادة السعودية ومن المستحيل أن تتجاهل التوتر بين مصر وأمريكا وإسرائيل وأرادت أن تقتنص الفرصة وتقزم مصر وكان الظرف مواتي للتمدد على حساب الدور المصري وبالفعل خرائط السياسة والقوة والعلاقات يتم رسمها وتحديد الأدوار فيها لكن هناك اعتبارات أخرى مهمة لمصر لا يمكن إبطال فعلها حتى لو تم تجاهلها

إنه حلم بعيد المنال أن يتولى المراهق زعامة الشرق الأوسط و يهمش مكانة مصر ونسي أو تناسى أن مصر كبيرة مقام بل هى قلب الشرق الأوسط وأفريقيا

مصر دولة راسخة قادرة على التمييز بين الجد والهزل
مصر أول دولة بدأت مشروع السلام مع دولة الإحتلال لكنها لم تقر ولم تسلم ابدأ بمشروع هيمنته وضمان تفوقه في المنطقة

♦️ زيارة ترامب لدول الخليج

أما على أرض الواقع نجد أن زيارة ترامب لدول الخليج هدفها فى المقام الأول اتفاقيات تجارية و ضخ مليارات فى الإقتصاد الأمريكى خاصةً بعد التضخم الذى تشهده أمريكا حالياً … فهى بحق جولة جباية و التسابق على من يدفع أكثر لينال الرضا الأمريكي

من ناحية أخرى ربما تكون عدم زيارة ترامب لمصر سببه رغبة الولايات المتحدة في الحفاظ على حالة من التوازن تجاه كلاً من مصر و إسرائيل بعد توتر العلاقات بينها و بين إسرائيل بسبب الوضع في غزة خاصةً أن التوتر وصل لمستويات عالية تجلت في تجاهل الإدارة الترامبية لإسرائيل في تفاوضها مع الحوثيين و إيران و في تفاوضها المباشر مع حماس بخصوص الأسير الأمريكي فليس من الضروري أن يزور ترامب إسرائيل في هذه الظروف و بالتالي ليس من الضروري أن يزور مصر لأن مصر طرف أصيل في الحرب الدائرة في غزة و ليست مجرد وسيط و زيارته لها كان من الممكن أن يتم تفسيرها على أنه انحياز لواحد من طرفي الصراع.

♦️ رفع العقوبات عن سوريا

و لأن المصالح الإقتصادية لها بكل تأكيد تأثير مباشر على المصالح السياسية و لهذا وافق ترامب على طلب ولى العهد السعودى برفع العقوبات عن سوريا و الأكثر من ذلك انه عقد لقاء مع رئيسها أحمد الشرع
كل هذا المواءمات لأن (المال سيد الموقف)

بكل تأكيد إن خنوع وخضوع السعودية ودول الخليج لكسب رضا ترامب وتقديم فروض الطاعة والولاء على طبق من ذهب من أجل السلطة و الحفاظ على الكرسي

والدليل على ذلك صفقة السلاح التى إتفق مع ترامب على شراءها فهى لمن ؟ وهل تمتلك السعودية جيشاً يستطيع استيعاب كل هذه الأسلحة الحديثة ؟ أو قوات مدربة على إستعمال السلاح ؟ .. ثم هل تمتلك الكوادر العلمية المتمكنة لإستخدام وصناعة مثل هذه التكنولوجيا كأشباه المواصلات وغيرها ؟ كل هذه الأمور ما هى إلا إستعراض للمال لكى يحافظوا على بقاءهم

♦️حصول ترامب علي تريليونات الخليج دون حروب

إن حصول ترامب علي كل هذه التريليونات بدون حرب أو إستعمار دول أو فرض عقوبات و تجويع شعوب وتدمير غيرها وبكل رضا ومباركة حكام العرب بل وسباق لمن يمنح الأكثر في حد ذاته نجاح هائل يحسب له

♦️ بناء جيش عربي موحد

و دائماً ما تحدثنى نفسي ماذا لو استثمرت السعودية ودول الخليج ثرواتها فى تنمية نفسها وبناء جيش عربى موحد و العمل على تقويته وتخضع لها الدول وليس العكس وتنوع استثماراتها بين أمريكا والصين وروسيا وغيرها حتى إذا تخلت دولة فسترضخ أخرى و بأموالهم سوف يأتون بأكبر العلماء والشركات إليهم

و ماذا لو أن هذه الدول لم تمنح هذه التريليونات
لأمريكا كان من الممكن أن يؤثر علي إقتصادها بشكل سلبي وتكون نهايتها بدل تعافيها علي حسابهم..

♦️ أهداف ترامب

وكان الأولى من دول الجوار أن لا يطبعون مع من سفك دماء أخواتنا فى غزة جهاراً نهاراً … و بدون استحياء كان تم محاصرة بني صهيون وعدم التعامل معهم وعدم وضع اليد في أيديهم و يعيشون في عزلة منبوذين حتى تعطى الحقوق لأصحابها ويعاقب المحتل على جرائمه حاضراً وما قد سلف لا أن نتبع صفقات ترامب السفيه الذي يريد ان ينهي هذه العزلة و يدمج هذه الخلية السرطانية بجسدنا العربي السليم فهذا الترامب وغيره من الساسة الأميركيين لا يعملون إلا لمصلحتهم الخاصة ..

♦️ إستقرار دول المنطقة مرهون بإستقرار مصر

ورغم كل الظروف ستظل مصر باقية عالية مهما بلغ التآمر عليها فهى أكبر من كل المكائد والمؤامرات مصر كبيرة وستظل أم الدنيا وقلب الشرق الأوسط وأفريقيا فليس في استطاعة أية دولة من دول المنطقة أن تنعم بإستقرار دون إستقرار مصر..
حفظ الله مصر من كيد الكائدين ومن أفكار المفسدين
حفظ الله مصر وقائدها وجيشها الساهرين على حمايتها لتحيا أبد الدهر شامخة أبية.

شاهد أيضاً

د. عائشة الجناحي تكتب: التشتت الرقمي: كيف ننجو؟

عدد المشاهدات = 3538  كم مرة أمسكت هاتفك لترد على رسالة أو تبحث عن معلومة، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.