الثلاثاء , 11 فبراير 2025

عزة الفشني تكتب: خطة التهجير القسري للفلسطينيين..وصلابة الموقف المصري

= 1500

عندما قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وضع قيود علي الهجرة فى دولته، وطالب بترحيل مهاجرين في دولة مساحتها وثروتها هائلة، وفي الوقت نفسه يطالب مصر والأردن بنقل الفلسطينيين إلي سيناء والأردن ونسى أو تناسى أن مصر فتحت أبوابها لملايين اللاجئين، وكذلك الأردن نسبة المهاجرين لديها ٣٠٪ من السكان الأصليين رغم القدرات الإقتصادية المحدودة لكلتي الدولتين..

وكانت ‏حجة ترامب أن غزة لا تصلح للحياة .. فما هذا التناقض؟ وهل نحن سبب التدمير والقتل والقضاء علي البنية التحتية بالكامل أم أنها إسرائيل بدعم من أمريكا؟

إن معني تهجير الفلسطينيين لدول أخرى نشوب حرب داخلية بين الفلسطينيين وسكان المناطق المهاجرين إليها الأصليين .. ولن تستطيع قوات شرطة ولا جيش مواجهة ذلك على المدى القصير أو البعيد .. وسيتم نقل المعارك من داخل إسرائيل إلي مصر .. وبالنسبة للأردن سيتم تعديل ديموجرافيا السكان لصالح الأصول الفلسطينية، وسيتم إنهاء العرش الهاشمي في مدى لا يتجاوز العشر سنوات ..

لقد ‏تخطى ترامب أمراً هاماً أن أهل غزة والشعب الفلسطيني يرفض ترك أراضيه لأنها بالنسبة له الجنة والحياة والوطن الباقي فهو بهذه التصريحات الهوجاء العنترية يتابع ويدعم خطة نتنياهو بتهجير الفلسطينيين وعلي مصر والأردن ابتلاع الخطة…!

فى عالمه الموازى.. لماذا يرفض ترامب المهاجرين من أمريكا الجنوبية ويطالب مصر و الأردن باستقبال مهاجري فلسطين دون رغبتهم؟

إنها ازدواجية المعايير.. أمريكا تصدر الدكتاتورية المطلقة للعالم بأسره.. فأين هي الديمقراطية التي صدعتم رؤوسنا بها؟

بأى منطق عاقل يقبل أن دولة تحتل أرض دولة أخرى وتريد طرد أصحاب الأرض لدولة ثالثة ويضغطوا عليها لقبول أصحاب الأرض؟ كل هذه تساؤلات يجب على ترامب الرد عليها..

إن الرهان في هذا الشأن على الشعب الفلسطيني الذي ارتكب العدو الصهيوني بحقه أبشع الجرائم ضد الإنسانية من دمار وقتل وتنكيل وأسر للمواطنين العزل، والذي يرفض بشكل قطعي أية مخططات من شأنها أن تؤدي إلى ترحيله عن دياره، ومازال وسيظل متمسكاً بأرضه والعيش عليها حتى ينال حريته وتقرير مصيره مهما كلفه ذلك من تضحيات..

وإذا كان ترامب ينوي حل القضية الفلسطينية فيجب عليه التوقف عن هذه المخططات التي تتعارض وبشدة مع حقوق الشعب الفلسطيني، وأن يعمل على تمكين هذآ الشعب من إقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس..

إن العالم بأسره على دراية تامة أن تهجير الفلسطينيين من بين مخططاتهم لتنتهي القضية الفلسطينية، وإدخال مصر في دوامة الإرهاب، والمشاكل التي لا تنتهي..

نحن نعلم جيداً أن هناك بعض العقوبات إقتصادية سيتم فرضها علي مصر مثل التوقف عن صرف المعونة الأمريكية، وفرض رسوم جمركية كبيرة على البضائع المصرية لأمريكا إلى جانب إصدار تعليمات لصندوق النقد بعرقلة صرف القروض المتفق عليها… الخلاصة خنق مصر إقتصادياً والعمل على تشتيت الجبهة الداخلية إلا أن موقف مصر المشرف كان واضحا من التهجير القسرى ونزوح الفلسطينيين للأراضى المصرية، وهو الرفض القاطع لخطة ترامب وحليفه نتنياهو.

للأسف.. هناك العديد من الدول العربية التى توالي الغرب وسمحت بإقامة قواعد أمريكية، ووجود عشرات الآلاف من الجنود الأمريكان على أراضيها..إلا أن جيش مصر الوحيد فى المنطقة الذى مازال يمثل شوكة لأمريكا وإسرائيل وهو المستهدف الرئيسى لهما الآن، لكن القيادة المصرية واعية لهذا المخطط جيدا وتقف له بالمرصاد.

كلنا نعلم إن سيناء أرض مصرية مخضبة بدماء جنودها الأبطال الذين ضحوا بحياتهم لتحريرها ولا يمكن التنازل عن شبر من أراضيها ولو بملء الأرض ذهباً .. وستظل مصر قادرة علي حماية أراضيها وأمنها القومي من أي عدو يتربص بها، وقادرة أيضاً على مد يد العون لأهلنا في غزة حتي يتم تحرير الأراضي الفلسطينية العربية من المغتصب الصهيوني.

وأخيراً ..كلنا ثقة في شعبنا المصري العظيم وإلتفافه حول جيشه الوطني وقيادته السياسية لنكون سدا منيعا ضد مخطط التهجير حفظا لحقوق أشقائنا الفسطينيين وعدم المساس بأمننا القومي.

حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وأرضها وسماءها من كل سوء ومكروه.

شاهد أيضاً

عادل عبدالستار العيلة يكتب: هو المسلماني أحسن مني فى أيه؟

عدد المشاهدات = 2258 أندهشت كثيراً حين لاحظت هجوم لا معني له على قرار الكاتب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.