إنتشرت ظاهرة الطلاق بشكل ملحوظ و أصبحت من أبرز الظواهر الإجتماعية في مجتمعاتنا الحديثة وهي لا تقتصر على بلد أو ثقافة بعينها بل تتزايد في مختلف أنحاء العالم الأمر الذي جعلها قضية تستحق الإهتمام والدراسة.
تتنوع أسباب الطلاق منها الإختلافات الثقافية و الإجتماعية و الإقتصادية بين الزوجين إلى جانب ضغوط الحياة الحديثة و عدم التوافق في الطموحات و الغيرة المفرطة و الخيانة وتغير الأدوار الإجتماعية بين الرجل والمرأة بالإضافة إلى غياب التواصل الفعّال بين الزوجين
ان معدل حالات الطلاق فى مصر إرتفع إلى أرقام قياسية و أصبحت مصر في مقدمة دول العالم في حالات الطلاق
يقال أن المرأة المصرية التى كانت مشهورة بقدرتها على الصبر أصبحت أقل صبراً وأكثر حدة في التعامل مع زوجها خاصةً بعدما دخلت مجال العمل وأصبح لديها دخل مستقل تستطيع به الإستغناء عن الزوج والعيش فى استقلالية مع أبنائها بعيداً عن تحكم الزوج فى حياتها كما أن غياب دور الدين فى الحياة الزوجية وعدم التوافق الفكرى والتوافق فى الطباع والشخصية وعدم تحمل المسئولية والأنانية من كلا الزوجين وسوء معاملة الزوج من ضرب وإهانة وتدخل الأهل فى حياتهم وعدم القدرة على التعامل مع الخلافات بشكل أكثر حكمة تعد هذه العوامل من أبرز الأسباب التى تؤدى إلى حدوث الطلاق
وإذا تعمقنا أكثر نجد من بين الأسباب الجوهرية للطلاق الإختلاف فى أسلوب تربية الأسر للأبناء وأصبحوا غير مؤهلين على تحمل المسئولية فنجد أن البنت لا تهيأ أن تكون زوجة ولا الولد أيضا فى تحمل المسئولية لذلك عندما يتزوجون تكون لديهم صدمة زواجية إلى جانب الندية فأصبح هناك صراع شديد بين الإحتياجات فنجد أن كلا الزوجين يريد أن يحقق إحتياجاته بأنانية مطلقة دون النظر إلى الطرف الآخر كما أنهم يفتقدوا إلى عنصر الإحترام وأى إختلاف فى وجهات النظر ممكن أن يتحول إلى مشاجرة يستخدم فيها تبادل الألفاظ غير اللائقة التى قد تؤدى فى النهاية إلى الطلاق السبب التالى لحدوث الطلاق هو أن التربية المجتمعية بها نوع من أنواع الصراع بين الرجل والمرأة حيث نجد أن كل فرد داخل الأسرة لابد أن يكون له الرأى الأخير …. كما أن الإعلام ومجلس المرأة و قانون الأحوال الشخصية ساعدوا فى وجود هذا الصراع .
إن نسبة الطلاق في مصر مفزعة ولكن الخطأ الكبير هو سوء الإختيار وعدم التكافوء الفكري والثقافي والعقلي وآخرهم تدخل الأمهات من الطرفين بشكل كبير في الحياه الزوجية
الأمر يحتاج الي ما قبل اللجوء الي المصالحات وما قبل الزواج أيضاً هو مرحلة التكوين والإعداد والتجهيز مرحلة الوعي والنضوج ومعرفة لماذا ساتزوج وان الزواج لا ينتهي بعد الرقصة والصورة ورحلة الزواج
الوعي والنضج محتاج الرجوع الي الخلف ليبدأ بسؤال الآباء لماذا تريدون أن تزوجوا أولادكم ؟!
وللحد من هذه الظاهرة المفزعة يجب التركيز على التوعية بأهمية اختيار شريك الحياة المناسب ودعم الأزواج الجدد بمبادرات توعية حول كيفية التعامل مع الضغوط والمشاكل الزوجية كذلك الإستشارات الزوجية لها دور فعال في مساعدة الأزواج على تجاوز الخلافات بطرق صحية
أيضاً لابد من تصحيح مفهوم الزواج وعمل ندوات تثقيفية قبل الزواج بمرحلة كافيه مع مراعاه الكشف النفسي والإجتماعي للزوجين قبل الزواج
إن ظاهرة الطلاق قضية معقدة لها أبعاد اجتماعية ونفسية واقتصادية يجب التعامل معها بجدية من قبل المجتمع والمؤسسات المختصة فالطلاق لا يؤثر فقط على الزوجين بل على الأسرة والمجتمع ككل لذا من الضروري تعزيز ثقافة الحوار والتفاهم وتقديم الدعم النفسي والإجتماعي للمقبلين على الزواج لكي يصبح الزواج علاقة قائمة على الإحترام والتفاهم وليس مجرد عقد قد ينتهي بالإنفصال .