بعد تصريحات الرئيس الأمريكي ترامب الأخيرة وتلميحه بوقف المعونة الأمريكية فى حال تمسك مصر بموقفها الرافض تجاه تهجير الفلسطينيين من أرضهم فقد جاء رد مصر الحازم بأنها لن تقتطع جزءا من أرضها مهما كلف الأمر، وأغلقت الباب تماماً ضد هذه المحاولات..
لقد حان الوقت لكي تعلم أمريكا أن خطتها نحو شرق أوسط جديد قد انكشفت وأن الشعب المصري فى رباط مع قيادته السياسية بل ويفوض الرئيس والجيش في اتخاذ القرارات لمواجهة أية مخططات من شأنها تهديد الأمن القومي المصري..
إن الحقيقة الغائبة التى لا يعلمها البعض أن مصالح أمريكا بالشرق الأوسط خاصةً مع مصر ..أكبر وأهم من مصالح مصر مع أمريكا.. فكل ما نرى ونسمع الآن من قطع المعونة أو التهديد الإقتصادى ما هو إلا ورقة ضغط أمام الشعب المصري ليرضخ أو يتراجع وهذا من المستحيل حدوثة لوعى وفكر الشعب تجاة القضية الفلسطينية وأهميتها..
فنحن لا ننزعج ولا نقلق من المهاترات الصهيو أمريكية الخادعة فهم أضعف من الضغط علينا ولنا مثل بالشعب الفلسطينى الحر والمقاومة الباسلة فى وجه العالم أجمع وما حققه من إنتصار معنوى قاهر ورعب بقلوب أعدائه قبل العسكرى على أرض الواقع..
والأهم الآن فعلياً أن نتحد كعرب تجاه التغيرات السريعة القادمة، وما يخطط لنا من مطامع بكافة المجالات وحروب الجيل الخامس، وإذا كان الحل لمعاناة سكان غزة هو تهجير أهلها إلى مصر و الأردن كما يزعم ترامب فمن المنطقى أن تستقبل أمريكا و دول الغرب الإسرائيليين، وهذا هو الأنسب لهم..
فالموقف المصري في رفض التوطين يعكس إدراكاً لخطر محاولات تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير سكانها ويؤكد التزامها بالحفاظ على وحدة الأراضي الفلسطينية.
مصر دولة كبيرة وهذا دورها أن تكون دائما في الصدارة في اتخاذ القرارات الصعبة التي تهم العالمين العربي والإسلامي،
وستظل مصر هى الصخرة التي تتحطم أمامها أحلام الطامعين، وهنا تكمن عظمة مصر
هذا هو الموقف الطبيعي والمتوقع من مصر فغزة أرض فلسطينية وسكانها هم أهلها الأصليون، ولا يمكن القبول بأي مخطط يهدف إلى تفريغها أو تهجير أهلها قسراً أو قهراً..
إن الشعوب العربية تترقب الموقف في صمت وحين تندلع الشرارة لن يقو أحد على إخمادها، وعلى الدول العربية أن تنهض بنفسها وتحقق سيادتها الإقتصادية والعسكرية، وفي كل المجالات حتى لا يزايد عليها أحد في مواقفها أو يجبرها على أمور ليست من شيمها
..فمثل هؤلاء ما غرتهم قوتهم إلا عندما تفرقنا.
لقد حان الوقت لاصطفاف الدول العربية بكامل قوتها جنباً إلى جنب و كتفاً إلى كتف مع مصر ….
و ليعلم العالم أجمع أن مصر لم ولن تفرط في شبر من أرضها ولن تقبل بتصفية القضية الفلسطينية وحق الفلسطينين الأصيل والثابت في الدفاع عن أرضهم..
هذه مصر وقيادتها وجيشها وشعبها ثوابتنا لا تقبل المساومة وأمننا القومي فوق كل اعتبار .. أريد أن أسمع الأمة العربية يعلو صوتها والشتامون لمصر يعرفون أنهم أقزام بجانب الهرم العظيم مصر..
نؤكدها مراراً و تكراراً أن مصر لن تشارك في تصفية القضية الفلسطينية مهما كلف الأمر..
وفي هذه الظروف المصيرية أرى أن نكون على قلب رجل واحد قيادة وشعباً وجيشاً وشرطة والشعب بجميع تركيباته..
كلنا خلف الرئيس والجيش نشد على يديه، ونقف خلفه صفاً واحداً ضد ما يحاك في الغرف المغلقة لزعزعة أمننا القومى وتهجير الشعب الفلسطيني..
الأهم الآن هو تنفيذ خطط إعادة الإعمار بشكل عاجل، وضمان وقف العدوان، وتمكين الفلسطينيين من العيش بكرامة في أرضهم.
وليعلم ترامب والعالم أجمع أن مصر تاج الدول العربية والإفريقية ومصر قلب العالم العربي والاسلامي.
حفظ الله مصر قائداً وجيشاً وشعباً