قولت له:
هات زمان وناس زمان وفرحة زمان
والعين اللي بتدمع من كتر الضحك مش من الأحزان
والابتسامة اللي كانت حتى في المنام
هات الضحكة اللي كانت تطلع من القلب
مش ضحكة مجاملة ولا هروب من تعب وحرب
هات لمّة العيلة على صوت الراديو القديم
وسهرات كانت بالدُفا، مش بالمواعيد والتنظيم
هات الشارع اللي عرف خطواتنا واحنا صُغار
والقلوب اللي كانت تحس بينا من غير كلام ولا إصرار
هات وردة من جنينة جدتي
وريحة الملوخية على نار الحطب في بيت عمتي
هات الونس…
هات الطيبة…
هات راحة البال اللي مش عارفة ألقاها
هات الضحكة اللي كانت بتجري قبل الدمع ما يلقاها
هاتني…
لو لقيتني هناك
هاتني من وسط الذكريات، من بين الضحك والبكا
من حضن كان بيطمنّي من غير ما أشتكي
هاتني من حضن الحارة وقت العصارى
من لعبتي القديمة وسور المدرسة اللي خبى اسراري
هاتني من أول حبّ ما كانش فيه خوف
من ورقة مكتوب فيها “بحبك” من غير تزييف حروف
هاتني من ضحكة الجيران لما يشوفوني
ومن دعوة ست كبيرة تقول: “ربنا ينور عيونِك”
هاتني من شباك بيتنا والستارة الطايرة
من ريحة الغسيل والمية، ومن شمس دايمًا دايرة
هات الونس وقت ما الدنيا كانت بسيطة
والقلب كان يرضى، وما يعرفش كلمة “خسرتِه”
هات العيد بلبس جديد، وبسكوته في إيدي
والزغروطة اللي كانت تعلّي السما يوم ميلادي
هات منّي اللي اتنسى في زحمة الأيام
هاتني بصوتي، ببراءتي، وبدفا الأحلام
هاتني… لو لقيتني جوّه صورة أو ف حكاية
هاتني، وخليني أعيش هناك… وارجع معاك معايا