تعلمت من التاريخ وأحكامه أن بلادى مصر كانت عبر سنوات الزمن ضحية الجغرافيا والتاريخ. يأتى لها الهكسوس أو العثمانيون أو الفرنسيون أو الإنجليز غازين، فتظل مصر التى تُعلمهم معنى الحضارة ، ومعني الدفاع عن الوطن ولا ترضى إلا بخروجهم جميعاً. وتتكالب عليها المؤامرات عبر السنين فتقف صامدة مستعينة بخالق تعلم مقدارها عنده، فتدحر صليبيين وتتاراً وصهاينة متأمركين. تمر عليها الأيام والليالى وهى المحروسة برعاية الله المذكورة فى كتابه عن يقين بفعل الأمر والقسم. فإن أراد الناس طعاماً فيكون قوله: «اهبطوا مصر». وإن جاءها مستجير من خوف أو جوع أو بطش ظالم، فيكون قوله: «ادخلوها آمنين». وحينما يريد أن يقسم فيكون القسم بتينها وزيتونها وطور سينين. ولذا أيقنت منذ بدء وعيى أنها مصر.. فمن أنتم يا من لم تعرفون قدرها ؟؟!!
وأدركت بحكم المتابعة أن ما يحدث فى عالمى العربى وبلادى المصرية من نوبات إرهاب صهيونى الفكر ، عربى التمويل احيانا ، لا علاقة له بدين أياً كان مسمّاه . إنما هى نار الفتنة وخوارج العصر الجديد، يرفعون راية الدين كوسيلة لتحقيق أهداف ما أنزل الله بها من سلطان، وكذلك خطط التهجير او الازعاج فى البحر الاحمر حتي يؤثر على قناة السويس ما هى الا وسيلة خبيثة لجر مصر إلى شباك فخ حرب ينصبونه لنا ليستكملوا ما بدأوه من خطط أفشلتها خطوات الجيش المصرى؛ فهو جيش مصر.. فمن أنتم يا من لم تعلموا قدر جيش مصر ؟؟!!
وتيقنت بحكم المعايشة أن علينا مجدداً وتكراراً إعادة تعريف العدو والخونة والعملاء؛ لندرك أن من بيننا من يحمل الجنسية ويتمتع بها وهو ل مصر عدو خصيم، لا يذكر لها طريقاً سار فيه، ولا سقفاً احتمى به، ولا ذكريات باسمة أو حزينة ضمته فيها. فصار يشمت فى مُصاب ألمّ بها، ويروج شائعات كاذبة عن عمد، ويقذفها بسهام نيران غلّه عن جهل، دون أن يعلم أنها لطالما لفظت الخائنين وعديمى الضمير وتركتهم عرايا فى التاريخ، وأن يوم حسابه آتٍ لا محالة، قصُر الزمن أو طال؛ فهى مصر.. فمن أنتم؟
وعشقت فى بلادى بحكم الفهم سريان المحبة بين أهلها الطيبين. لا أعلم أهذا مصرى مسيحى أم ذاك مصرى مسلم؟ يجمعنا عمق التاريخ والتشبع الأصيل بسمات طمى النيل التى منحتنا سمار لونها فى بشرتنا جميعاً لتذكرنا أننا لها ننتمى أجمعين. أتذكر كلما ضاقت الأيام مقولة المسيح بمباركة شعب مصر، وحديث المصطفى بأننا فى رباط ليوم الدين، فأعلم أن ما يسعون له من فتنة الى زوال ولو بعد حين، فنحن ننتمي لشعب اصيل تجرى فى عروقه بالفطرة معانى الأمن القومى لبلاده . اننا المصريون فمن أنتم؟
وأتابع بأبتسامه صفراء تصريحات مختلة بلكنة غربية تهدد وتتوعد إيانا بسوء المصير! فأتعجب من غباء قائلها الذى لم يدرك أننا لا نخاف وتناسى أن عليه إن فكر فى المساس بمصر وأمنها أن يواجه جيشاً مدعوماً بشعب وشعباً يحرسه جيش. وغاب عنه أننا لا نحارب بسلاح بل نمزق بأسناننا من يجرؤ على الإساءة لنا، وأعذرهم بعض الشىء فهم جاهلون حتى بتاريخ بلادهم ومغيبون عن حقائق الزمن. لا يعلمون أنها مصر يا سادة.
حفظ الله مصر … ارضا وشعبا وجيشا و ازهرا
————————————–
كاتب صحفي … جريدة حياتي اليوم