الأربعاء , 11 ديسمبر 2024

عادل عبدالستار العيلة يكتب: شكرا سيدنا يوسف

= 11453

شكرا سيدنا يوسف.. فمن قصتك تعلمنا أن الفساد يكون غالبا من سوء الادارة لا من قلة الموارد ، وإنك حين نجوت بأهل مصر من القحط لم تأت لهم بموارد جديدةه وإنما بعقلية إدارية جديدة للموارد القديمة، شكرا سيدنا يوسف من قصتك تعلمت أن الدنيا حرب مستمرة بين الحق والباطل لا تهدئ الى قيام الساعة، الجنود فقط هم الذين يتغيرون ، صراعك مع أمرأة العزيز هو صراع العفة والشهوة فى كل عصر ، وصراعك مع إخوتك هو صراع الحب والبغض والحسد فى كل عصر ، شكرا سيدنا يوسف ، من قصتك تعلمنا أن بعض الناس يكرهوننا لمزايانا وليس لعيوبنا ، فقد كرهوك لانك جميل وطيب ولا تشبههم والناس لا يريدون من يُذكرهم بنقصهم..

شكرا سيدنا يوسف.. فمن قصتك تعلمنا أن الطعنه أحياناً تأتى من حيث لا نحتسب ، وإنك حين سَلمت من الذئب لم تسلم من إخوتك ، من قصتك تعلمنا أن المجرمين أحيانا يلبسون ثياب الناصحين ، فقد قال أبليس لأبيك أدم هل أدلك على شجرة الخلد وقال إخوتك لابيك يعقوب إنا له لناصحون وإن له لحافظون ، من قصتك تعلمنا أن بعض الشر أهون من بعض وأن الناس كما يتفاوتون فى صلاحهم يتفاوتون فى شرهم ، وقد أنجاك بفضل ربك وقد أنجاك أقل إخوانك شراً إذ قال لا تقتلوا يوسف..

شكرا سيدنا يوسف.. فمن قصتك تعلمنا أن نخطط وندبر وإنه لا يصل الناس الى حاجاتهم الا بالتخطيط والتدبير ، القحط كان له خطه وتدبير ، وإبقاء أخيك الصغير عندك كان له خطه وتدبير ، شكرا سيدنا يوسف من قصتك تعلمت أن المناصب تكليف لا تشريف ، وما طلبت خزائن الارض لتملكها وإنما لتوزعها ، ولو علمت أقدر منك على هذا ما طلبتها ، من قصتك تعلمنا أن للحب رائحة لا يعرفها الا المحبون ، لذلك وجد أبوك ريحك قبل أن يصله قميصك..

شكرا سيدنا يوسف.. فمن قصتك تعلمت أن العدل بين الابناء مطلب ، وأن الآباء يُوغرون صدور أبنائهم على بعضهم دون أن يشعروا ، وقد قدر الله أن يظن اخوتك خطأ ان أبيك يفضلك عليهم ليعلمنا أن نحذر حين نحب ولذلك يجب أن يحرص الاباء على المعامله بين اولادهم بالمثل، ولا يخرجوا حب أحد عن أخر ويحولوه الى سلوك بل يجب أن يبقى فى صدورهم..

شكرا سيدنا يوسف.. فمن قصتك تعلمنا ألا نشكو بثنا وحُزننا إلا لله ،فالناس إما مُحب وإما مُبغض والمحب سيحزن لأجلي والمُبغض سيشمت بي وكلاهما لا يملك من أمر حزنى شئ فلماذا لا اشكو بثى إلى من بيده الامر كله ، شكرا سيدنا يوسف من قصتك تعلمنا أن أتجاهل لإبقاء ود، وأن أتصرف كأنى لم أفهم لأبقاء علاقه ، وقد أسررتها فى نفسك وكنت قادرا على الا تفعل ولكن النبيه يتجاهل وقد قالت العرب سيد قومه المتغابي..

شكرا سيدنا يوسف.. فمن قصتك تعلمنا أن النبي يعفو عند المقدرة، وأن الصفح أدب وأن المسامح لا يكسر من جاءه معتذراً ، فرغم إنهم تآمروا لقتلك قلت من بعد أن نزغ الشيطان بينى وبين إخوتي من فرط النبل لم تنسب لهم السوء الذى صدر منهم بل نسبته للشيطان ، شكرا رب يوسف شكرا يارب فحقاً كانت يوسف أحسن القصص ومازلت أقرأ فيها منذ خمسين عاماً ومازلت أكتشف كل يوم حكمة عظيمة فما بالكم بالكتاب الكريم كله.
(حفظ الله مصر … ارضا وشعبا و جيشا و ازهرا)

—————————————————-

  • كاتب صحفي – جريدة حياتى اليوم

شاهد أيضاً

عزة الفشني تكتب: بعد سقوط سوريا.. الشرق الأوسط إلى أين؟

عدد المشاهدات = 2197 بعد ما حدث في سوريا وسقوط مدنها واحدة تلو الأخرى، حتى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.