هل فكرت يومًا في السبب الذي يجعل بعض الرجال يجدون السعادة خارج إطار الزواج؟ ولماذا يشعر بعضهم بأنهم أقرب إلى العشيقة من الزوجة التي تشاركهم حياتهم يوميًا؟
ولكن قبل الحديث عن هذا الموضوع الشائك، علينا جميعا ان نعلم ان وجود العشيقه ليس حلا، ومرفوض تماما، ومحرم شرعا …نحن هنا نفسر الأمر فقط ولا نبرره، والفرق كبير بين التفسير والتبرير.
أيها السادة … لطالما كانت العلاقة الزوجية رمزًا للشراكة الحياتية، حيث يطمح الرجل والمرأة لبناء حياة قائمة على الحب والمودة. ولكن، رغم هذه النية الطيبة، تنتهي بعض العلاقات بحالة من الجمود العاطفي، ويميل الرجل أحيانًا للبحث عن شريكة أخرى تُضفي على حياته بعض الإثارة.
وتُثار التساؤلات: لماذا تنجح العشيقة غالبًا في إشباع احتياجات الرجل العاطفية أكثر من زوجته؟ هل هي عوامل نفسية، أم أن هنالك أشياء يمكن للزوجة تعلّمها لتعزيز علاقتها بزوجها؟
1. البداية المثالية في العلاقة:
غالبًا ما تبدأ العلاقات خارج الزواج بحماسٍ قوي، حيث يشعر كل من الرجل والعشيقة بفضول لاكتشاف بعضهما البعض، وهذا يضيف رونقًا خاصًا للعلاقة. فاللقاءات تكون محاطة بالسرية، ويتخللها شعور بالإثارة والمغامرة، على عكس الروتين اليومي في الحياة الزوجية.
2. الاهتمام والتقدير :
بعض الرجال قد يشعرون بأن العشيقة تعطيهم اهتمامًا وتقديرًا لا يجدونه في علاقتهم الزوجية. فبينما تتراكم المسؤوليات في الحياة الزوجية، تنشغل الزوجة بأمور الحياة اليومية، ويُصبح الاهتمام بتفاصيل حياة الزوج شيئًا ثانويًا. في المقابل، تجد العشيقة الفرصة لتقديم الدعم والاستماع بتمعن لرغباته ومشاكله، ما يشعره بأهميته.
3. التجديد والإثارة:
الحياة الزوجية، وبالرغم من متانتها، إلا أنها قد تصبح روتينية في بعض الأحيان. فتتكرر الأيام واللحظات بدون تجديد، بينما العشيقة تأتي بحياة مختلفة وعالم جديد، مليء بالمفاجآت التي تخرج الرجل من دائرة الملل وتنعشه عاطفيًا ونفسيًا.
4. الاستماع دون نقد:
تميل بعض الزوجات إلى نقد أزواجهن بنية تحسين سلوكهم أو تصحيح مسارهم، إلا ذلك قد يؤثر سلبًا على العلاقة. أما العشيقة، فعادةً ما تتجنب هذا النمط، مما يسمح للرجل بالتعبير بحرية دون خوف من الانتقاد أو المحاسبة ، وهذا يخلق بيئة إيجابية يشعر فيها الرجل بالراحة والأمان.
5. الانسجام العاطفي والإثارة النفسية:
العشيقة غالبًا ما تكون أكثر انسجامًا مع مشاعر الرجل وتفهم احتياجاته النفسية، مما يخلق رابطًا
عميقًا يشعر فيه الرجل بأنه مفهوم تمامًا. تركز العلاقة هنا على الاستمتاع باللحظات المشتركة وإضفاء الإثارة النفسية التي تنعكس إيجابًا على سعادته.
والآن … كيف نزيد السعادة بين الزوجين؟
الاهتمام بالتجديد المستمر: حاولي كسر الروتين وإضفاء لحظات جديدة مليئة بالإثارة والمفاجآت.
التقدير والاحترام المتبادل: أظهري التقدير لزوجك في لحظاته الكبيرة والصغيرة، وأشعريه بأهميته المستمرة في حياتك وهكذا على الزوج أن يفعل
التعبير عن المشاعر باستمرار: لا تفترضي أن زوجك يعرف مشاعرك دائمًا؛ فالتعبير عن الحب والاهتمام يعزز الترابط العاطفي وهكذا على الزوج ان يفعل نفس الشئ.
الاستماع دون نقد دائم: كوني مستمعة جيدة، ودعي زوجك يعبر عن مشاعره دون خوف من الانتقاد أو اللوم. وهكذا على الزوج ان يفعل.
في نهاية المطاف، نجاح العلاقة ليس مسألة وجود العشيقة من عدمه، بل هو نتيجة مباشرة للجهود المستمرة والتفاهم العميق بين الزوجين. صحيح أن العشيقة قد تجد سهولة في إسعاد الرجل لعدم التزامها بتفاصيل الحياة اليومية وضغوطها، إلا أن الزوجة لديها ميزة استثنائية؛ فهي شريكة الحياة والملجأ الذي يعود إليه الرجل في كل أوقاته.
ولعل في هذا المقال فرصة لإعادة التفكير في كيفية تعزيز العلاقة الزوجية وإعادة إشعال شرارة الحب بين الزوجين.
وأخيرا أقول … كما هو مطلوب من الزوجة بذل الجهد لإنجاح الحياة الزوجية، وجذب زوجها لها.. نفس الشئ وبنفس القدر مطلوب من الزوج أيضا … فالحياة الزوجية شراكة فى الأخذ والعطاء.
حفظ الله بيوتنا … حفظ الله مصر … أرضا وشعبا وجيشا وأزهرا
—————————
كاتب صحفي .. جريدة حياتي اليوم