الغيرة، اللي كتير منّا بيسميها “بهارات الحب”، شعور معقد ومركب.
أوقات بتكون دليل اهتمام، وأوقات تانية بتتحول لشكل من أشكال حب الامتلاك والاحتكار، وده ممكن يخلق مشاكل كبيرة بين المحبين ويقتل مشاعرهم الحلوة.
من وجهة نظري، الغيرة مش مجرد إحساس بسيط، لكنها مزيج من حب التملك والغضب، ومعاها شعور دفين باللامبالاة. كلنا بنغار لأن الغيرة طبيعية وفطرية، لكن الغريب لما تنضج بشكل مبالغ فيه لدرجة تتحكم في حياتنا وعلاقاتنا.
أسباب تضخم الغيرة كتيرة، لكن أهمها:
1. الأسرة: التربية الأولى هي الأساس، والطفل اللي يتربى وسط مقارنة أو تقليل دايم بيتحول لإنسان غيور أكتر من غيره.
2. الثقة بالنفس: الشخص اللي دايمًا حاسس بالنقص أو إنه أقل من غيره، بيكون عرضه للغيرة بشكل مبالغ فيه.
3. طريقة التعامل مع الشريك: أساس أي علاقة هو الود والتفاهم، وتبادل الحنان والاحتواء. لما ده يغيب، الغيرة بتكبر وتتحول لتهديد للعلاقة.
المؤلم فعلًا إن بعض الأزواج أو الشركاء بيشوفوا نجاح الطرف الآخر تهديد ليهم. الزوج أحيانًا يفسر طموح زوجته وتطورها إنه خصم لمكانته، فيبدأ يحط العراقيل قدامها باسم “البيت” أو “الأسرة”. وده مش حب، ده خوف من فقدان السيطرة.
السؤال اللي بيطرح نفسه:
ليه بنهدّ بعض بدل ما نبني بعض؟ ليه بنغرق اللي معانا بدل ما نشده معانا لبر الأمان؟
الحقيقة إن الحب مش كفاية. في تفاصيل صغيرة أهم من كلمة “بحبك”: احترام، احتواء، تشجيع، وحرص على دفع بعض لقدام. التفاصيل دي تقدر تخلق حب من العدم، وغيابها يقدر يقتل أكبر حب موجود.
لازم نفهم إن في خيط رفيع جدًا بين الحب والكراهية، والخيط ده اسمه “الغيرة”. لو عرفنا نوازنها تبقى بهارات تضيف طعم للعلاقة، ولو سبناها تتحكم فينا هتفقد الحب نفسه معناه.