يصل بعض الأبناء إلى مرحلة المراهقة، ومن ثم البلوغ، ولا يزالون أطفالاً صغاراً في تصرفاتهم وسلوكهم، تشعر وكأنهم معدومو الشخصية والثقة بالنفس، لا يتخذون أي قرار يتناسب مع مرحلتهم العمرية، وكأنهم في هذه الحياة مسيّرون ضمن متطلبات الكبار، رغباتهم وآراؤهم بالنسبة لهم غير مهمة، لأن أحد الوالدين يتعامل معهم كأتباع له، وليسوا كشخصيات مستقلة، لهم كيان وفكر مستقل. للأسف، هؤلاء هم أبناء «الشخصية النرجسية»، التي في أغلب الأحيان تطمس شخصية أبنائها تماماً، حتى تظهر في أجمل صورة للملأ، ولكن ما خفي أعظم.
في الواقع، تكثر اليوم بعض اللقطات المثالية لأدق تفاصيل حياة بعض الآباء النرجسيين في التعامل الإيجابي والاستثنائي مع أبنائهم في الإعلام الاجتماعي، فهم يعتبرونهم أداة لتحقيق مجدهم الشخصي لا أكثر، غير مكترثين لراحة وسعادة أبنائهم، أو استقرارهم النفسي. ولكن البعض يخدعه الظاهر.
فبعض تلك الصور تبرز الجانب الإيجابي، ولكن الحقيقة قد تكون عكس ذلك تماماً، لذا، يتطلب منا التمهل قليلاً قبل الترويج وإطلاق الأحكام، والتيقن بأننا لم نرَ الصورة كاملة، هذا هو فقط جزء من الصورة، أنت لست ملمّاً بما هو خلف الكواليس.
أما الأبناء، فلا بد من التعامل مع الوالدين النرجسيين بذكاء وحكمة، ليتمكنوا من برهم والعيش في سلام، من خلال استخدام الثناء والمدح الدائم عند الحديث معهم، وتجنب المجادلة، حتى لا يغتاظوا، كما أنه لا بد من استبعاد فكرة محاولة تغييرهم، والحرص على الحديث معهم بشكلٍ هادئ، لأنهم لن يتقبلوا توجيهك للملاحظات والنصح لهم، وحاول قدر الإمكان وضع الحدود الشخصية المناسبة، ولا تجعله يؤثر في شخصيتك.
تذكر دائماً أنك حين تروج اللقطات بشكلٍ مبالغ فيه، تسهم في تمادي البعض في تصرفاتهم السلبية، التي قد تؤذي الأطفال، لذا، لا تخدعك الصورة، كن دائماً صاحب مبدأ، ولا تسهم في نشر اللقطات للصور المثالية لبعض الأطفال أو الشباب، لأنها قد تضرهم أكثر مما تتصور.
———————-
* كاتبة من الإمارات