ظلت إحدى الفتيات في وظيفة تبغضها لفترة طويلة تتحمل فيها كل شيء، ظناً منها أن حالها سيصبح أسوأ إذا غادرت المكان لأنها لربما لن تتمكن من الحصول على وظيفة أخرى بسهولة تؤمّن احتياجاتها وحاجات أطفالها. كانت تتخيل وضعها السيئ ومدى تدهور حالها خصوصاً بعد تغييرات غير متوقعة في بيئة العمل، وذلك بحد ذاته زاد من سلبية شعورها، بسبب جهالة المصير وفقدان الفرص.
أحياناً بعض الصدمات في الحياة والشعور بالانسحاق الداخلي كفيل أن يجعل الشخص غير قادر على اغتنام الفرص التي قد تكون موجودة أمامه، وذلك لأنه خشي للحظة من ارتكاب الأخطاء ذاتها أو التعرض لنفس الظروف السلبية السابقة التي لن تمكنه من تحقيق النجاح.
حقيقة هناك كثير من الاكتشافات العظيمة والاختراعات التي لم يستمر بريقها بسبب القيود الفكرية المفرطة، وبسبب اليأس الذي استوطن روح أصحابها، فحرموا البشرية من استمرارية جمال وجودة اختراعاتهم المميزة والقيمة التي سجلت في صفحات التاريخ.
في عام 1880، كتب أحد موظفي مكتب براءات الاختراع الأمريكي حين قدم خطاب استقالته، أنه تم اختراع كل ما يفكر فيه الإنسان، لذا لا يرى أي مستقبل لوظيفته، استعجل هذا الموظف ولم يدرك أن المستقبل مليء بالفرص لمن يعمل بجد واجتهاد ويحول جميع أفكاره الاستثنائية إلى حقائق وواقع ملموس.
تذكر دائماً، أنت اليوم حيث تريد أن تكون بالضبط، فإذا سمحت لبيئتك وأفكارك السلبية بتقييدك تكون بلا شك قد أعطيت الأشياء الخارجية والآخرين كامل الحرية في التحكم في مجريات حياتك دون أي تدخل منك. وإذا أردت أن تبني ثقتك الكاملة بنفسك يجب أن يتحكم تفكيرك في قيودك وليس العكس.
————————-
* كاتبة من الإمارات.