حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
ليس كل من دعا يُستجاب له بالدخول، وليس كل من تمنى يرزق شرف القرب… ولكن حين يصطفيك الله، يفتح لك أبوابًا لم تكن تخطر على بالك، ويكتب لك من فضله ما يعجز لسانك عن وصفه.
أنا ممن اصطفاهم الله، لا بفضل مني ولا بقوة، بل بكرمه وحده.
اصطفاني لأدخل الروضة الشريفة وحدي مرات، لأعيش لحظات ما زالت ترتجف لها روحي كلما تذكرتها.
واصطفاني لأقف عند الكعبة المشرفة مرات ومرات، ألمس جدرانها، وأقبل الحجر الأسود، وأضع رأسي حيث وضعت رؤوس الأنبياء والأولياء والصالحين.
اصطفاني لأؤدي سبع عمرات، كل واحدة منهن كانت حياة جديدة تُكتب لي من جديد.
واصطفاني لأنال شرف الحج، وهو الركن الأعظم بعد الشهادة والصلاة، دون أن يكون في يدي جنيه واحد، ولكنه الرزاق ذو القوة المتين.
اصطفاني بالستر بعدما لم يكن عندي ما يكفيني، فإذا به يغنيني، ويجعلني أشارك غيري مما أعطاني، وأفرح أن أكون سببًا في إدخال السرور على قلوب عباده.
أعرف معنى أن تفتح لك الروضة أبوابها، وأعرف معنى أن تبقى عند الكعبة والناس يذهبون للسوق، وأعرف معنى أن تعيش ليلة في رحاب الله كأنها تساوي عمرًا بأكمله.
إنه الاصطفاء… أن يختارك الله ويقربك منه بلا حول منك ولا قوة، وأن يجعلك شاهدًا على أن رحمته أوسع من أحلامنا، وأن كرمه أعظم من كل ما نتصور.
✦ رسالة للقارئ ✦
يا من تقرأ هذه الكلمات…
اعلم أن الاصطفاء ليس بعيدًا عنك، وأن الرحمة أقرب إليك مما تظن. لا تيأس إن تأخرت أمانيك، ولا تحزن إن أُغلق باب في وجهك، فربما أراد الله أن يفتح لك بابًا أعظم مما تمنيت.
اقترب من الله بصدق، وسلِّم له قلبك، واسعَ إليه بخطوة صغيرة، وستجد أنه يفتح لك أبوابًا واسعة لم تتخيلها.
قد تكون زيارتك للكعبة أو الروضة ما زالت حلماً… لكن ثق أن الله قادر أن يجعله واقعًا، إذا شاء.
والأعظم من الزيارة ذاتها أن يكتب لك الله القبول، ويجعل قلبك عامرًا بنوره في كل مكان.
فالسعادة الحقيقية ليست في أن نلمس الحجر، بل في أن نصبح نحن قلوبًا من حجرٍ لا يلين إلا بذكر الله، فننعم بنوره في الدنيا ونرجوه في القبر والآخرة.
