مين فى الدنيا تكون عنده واحة طبيعية رائعة زى واحة سيوة عندنا، يمكن أن تكون وحدها مصدرا لمليارات الدولارات ويتركها مهملة ومنسية وليست على خرائط السياحة العالمية!!
الناس بتسافر شرق وغرب هربا من إيقاع الحياة الحديثة، وبحثا عن الطبيعة فى الجبال والغابات، والينابيع والأنهار والكهوف الأثرية، الناس بتدفع آلاف الدولارات للاستمتاع بشواطئ طبيعية دافئة، ونحن نملك فى سيوة بحيرات طبيعية غنية بالأملاح ذات الطاقة الشفائية العالية لأمراض الجلد والعظام والمفاصل، ورمال ذات طبيعة خاصة تعيد الحياة من جديد للأجساد المنهكة!
وعندنا جبال ملح وبحيرات ملح طبيعية يتم تجريفها بقسوة لصالح بعض المنتفعين، وتصديرها للخارج، بينما نستورد نحن ملح الهمالايا بأسعار باهظة جدا، سيوة يا سادة هى كنز مصر المفقود الذى لم يلق الاهتمام والرعاية التى يستحقها، فى وقت كان يمكن لسيوة وحدها أن تكون قبلة للسياحة العالمية بكل مقوماتها السياحية، ولكن الواقع يقول إن الطرق إلى سيوة صعبة وعثرة، والمواصلات بدائية ورديئة، ولا يوجد أى استغلال حقيقى لطاقات الواحة الطبيعية، فلا منتجعات للسياحة العلاجية، ولا مستشفيات تستغل الأجواء الطبيعية لسيوة فى تلقى العلاج فى جو طبيعى بعيدا عن التلوث، ولا استغلال لكنوز الملح الطبيعى فى إنتاج منتجات للتجميل وتحويله لاستخدامات طبية، أسوة بما تفعله دولة الأردن الشقيقة من منتجات البحر الميت من طين وملح وصابون وماسكات للبشرة وغيره من منتجات التجميل!!
حرفيا يا سادة… هناك دول غيرنا نجحت بطبقين فخار وقلة، فى تحويلها لمزار سياحى! ونحن نهدر كنوزنا السياحية الفريدة دون أن نحسن استغلالها، ونترك للآخرين الساحة للتفوق علينا بإمكانيات ضئيلة، إلا أنهم يتفوقون علينا فى حسن الإدارة والتفكير.. فمتى يكون لدينا وزارة سياحة تقوم بعملها ووزارة آثار تحترم تاريخ مصر العظيمة.. ومتى نستغل كنوزنا السياحية باحتراف.. وليس بالفهلوة؟.
—————————-
* مدير تحرير أخبار اليوم