ربما أخطأت القيادات الفلسطينية في كثير من الدول العربية، وأولها لبنان، لكن ما زالت شعوب المواجهة، تعتبر فلسطين قضيتهم المحورية… فليطبعوا الحكومات… براحتهم فتكسب الدول المطبعة السلم والازدهار،، وتخسر إسرائيل رهان تطبيع الشعوب.
جيل بعد جيل.. ينتظرون غسل أدمغة وذاكرة الأجيال،، وسينتظرون كثيرا لتطبيع الأجيال الشابة، لأن اسرائيل لن تكف عن شرورها… فغطرستها تعمي حكمتها والسؤال الأول البسيط، الذي بدر في ذهني. هو: هل يجرؤ إسرائيلي واحد أن يضع على رأسه قلنسوته ويتمشى بحرية في أسواق مصر الشعبية، أو في لبنان، أو في سورية، أو العراق، أو الجزائر، أو اليمن أو أو إلخ؟
قطعا لا… وإن فعل فبحراسة مشددة وقلق.. ولأكن صريحة مع نفسي،، هذا ممكن فقط مع بعض الدول البعيدة عن المواجهة، حيث الأجيال الشابة، لم تتأذ منهم بعد، فيبررون لهم قلنسوتهم المستفزة ويدرجونها تحت بند حرية الملبس…
في هذا المساء الحزين. ما الذي استدعى كل هذه التساؤلات؟
السبب هو القصف الذي طال الدوحة الغالية على قلبي،، حزنت جدا على أهلي في قطر فالمصاب أليم ومفاجئ.. لكن من ناحية ثانية لم أستطع أن أكتم شماتتي بسياسة نتنياهو المتغطرسة، والذي وإن كسب قتل قيادي حمساوي مهم،، لكنه خسر شعب قطر.
ألم يعلموه (أساتذه الكراهية)، أن البدوي كرامته غالية جدا عليه،، وأنه لا ينسى ثأره… خسر المتهور كثيرا، فيما أقدم عليه.. فالشعب القطري مع هذا التطاول أصبح لهم ثأر عنده، ولن يقدر الإسرائيليون بعد اليوم أن يتفسحوا بقلنسواتهم الصغيرة بأمان في شوارع الدوحة، فألف عين ويد ستكون لهم بالمرصاد.
ما الذي يردعه؟ فأخطاؤه تتوالى، ولم تعد تدهشنا، وحتى فرضا أن السيد نتنياهو اختفى من الصورة السياسية فألف نتنياهو سيظهر،، أنه نهج حكماء المعبد، وسيمشون على الطريق نفسه… فقط الحل بأن ترفع أمريكا يدها عن الدعم الأعمى المستمر، لتحجيم إسرائيل -خصوصا- وأن حرب غزة فضحت بشاعتهم أمام شعوب أوروبا بل العالم كله،، وصمود الموتى والجرحى والجوعى في غزة يكشفه كل يوم حقيقتهم… للعالم… ألا أفيقي يا أمريكا… متى الصحوة؟