السبت , 14 يونيو 2025

ابق هنا ولو في ظلّي…بقلم: ضحى أحمد الباسوسي

= 2793

ها هي تجلس هنا على تلك الأريكة الرمادية ممسكة بهاتفها في تركيز تام، ضغطت على زر التشغيل، بحثت عن اسمه في قائمة الاصدقاء على صفحتها الشخصية ب أحدى مواقع التواصل الإجتماعي، بدأت في مراسلَته كانت تفعل ذلك يوماً بعد يوم ولكنه لا يرد، كانت كما تُلقي العصافير غناءها على نافذة مغلقة، تراسله كمن يُلقي الرسائل في البحر، عالمة أن الرد قد لا يعود، ولكنها تفعل..

تكتب له، ليس بالكلمات فقط، بل بما تبقّى من نبضها، تقول له: “أشتاقك” تقولها وكأنها تُضمّد جرحاً لا يُرى، تعلم أن صوته لن تسمعه مرة أخرى، وأن اسمه لن يضيء شاشة هاتفها من بعد الآن، ولكنها ترسل… فقط لترى إشعار إنها “وصلت”، وكأنّ تلك الكلمة تَشهَد أنه ما زال في هذا العالم، ولو شبحاً.

هي تعلم أنه مريض، ليس بالجسد فقط، بل بالخذلان، بالصمت، بالتعب الذي لا دواء له، هي على يقين بأنه هناك، محاط بجدران بيضاء وصمت ثقيل، لا يستطيع حتى الإمساك بالذاكرة… لا بها!

هو غائب، لا لأنه أراد الرحيل، بل لأن الحياة أجبرته على أن يغلق الباب خلفه دون وداع، وهي، رغم كل شيء، تكتب، كأنها تنفخ الروح في تمثال صبرها، ترسمه بالكلمات، تبقيه حيّاً ولو في الحروف.

كل مساء، ترسل له نجمة، كل صباح، تبعث له دفقة من دفئها، وكأنها تُمسك بيده من وراء الغياب، تقول له دون أن تقول: “إن كنت لا تستطيع الرجوع، فابقَ هنا… ولو في ظلي على الأقل”.

شاهد أيضاً

أماكن لها تاريخ: الجامع الأزرق باستنبول!!

عدد المشاهدات = 2500 بقلم: هبة الأفندي المنشأ: السلطان احمد الأول بالتركية: Sultan Ahmet Camii …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.