الجمعة , 29 مارس 2024
د. سحر حامد .. وغلاف الكتاب

إصدار جديد| “أوفر ثينكينج” للكاتبة الدكتورة سحر حامد… يطرح قضايا ومواقف حياتية مهمة

= 2098

 

كتبت: مي الشاذلي

يتطرق كتاب “أوفر ثينكينج” الصادر عن دار قهوة للنشر إلى قضايا حياتية ومواقف مهمة تحدث لنا في كل يوم ومع كل فرد. إذ تقوم مؤلفة الكتاب الدكتورة سحر حامد، المدرس بكلية الهندسة، بتشبيه ما يوجد بمجتمعنا من إطلاق الأحكام على من هم حولنا بالقبعة السحرية التي كانت في الفيلم الشهير (هاري بوتر) والتي تقوم بقراءة ما بداخل الإنسان وتصنفه إذ كان بداخله الخير أم الشر، وهنا وجه الشبه يتمثل في أن بعض الناس يعتقدون أن لهم أحقية الحكم على مَن هم حولهم وكأنه يرتدي القبعة السحرية التي تُطلعه على ما بداخل الناس. ويصنفهم هذا شرير وهذا طيب وهذا مهمل وهكذا بناء على موقف واحد عابر في يوم ما يمكن أن يكون الإنسان ليس في أحسن حالاته في ذلك الموقف. لذلك يجب ألا نخضع لهذه الأحكام ونعمل على تحسينها فقط لإرضاء من حولنا ولتجميلنا في أعينهم بل يجب أن نتحرر من ذلك ونتعامل بلا تبرير لمواقفنا التي نتخذها طالما أننا متسقين مع ذاتنا وراضين عنها.

تقول الكاتبة: لا يجب على  الوالدين أن يقارنا أبنائهم بأبناء أصدقائهم، والتخلص من جعل أصدقائهم مقياس لنجاحهم أو فشلهم، لأن ذلك سوف ينمي بداخلهم (لعنة المقارنة) في الصغر وستكبر معهم ويقارنوا أنفسهم بزملاءهم بالعمل ويمكن أن تصل المقارنة في الكبر بمن هم ذو صحة عنهم. يمكن أن ينتهي أمر المقارنة بوضع معايير لكل شئ، متحولا لشكل مَرَضيّ على سبيل المثال أن يحدد المجتمع سن موحد للزواج، وهذا خطأ كبير لأن لكل فرد قصته المختلفة وظروفه وأولوياته التي يرتبها وفقا له، لذلك يستحيل وضع معايير واجبة على الجميع. ولا يجب إلا أن نقارن أنفسنا بأنفسنا ونتابعها هل تتقدم عما كانت عليه؟ وهل نطور من عقولنا؟ وهل نعمل على تنقية قلوبنا أم تزداد حقدا؟

وتضيف عبر صفحات كتابها: إلقاء الأحكام العامة هي من أسوأ ما يكون في أي مجتمع لما لها من ظلم لمن هم ليس بهم هذه الصفات فمن الأفضل أن لا نعمم.

وتشير المؤلفة إلى أن مقياس الجمال قديما مختلفا عما هو موجود الآن، أي قديما كانت المرأة النحيفة تدل على أنها فقيرة، أما الآن مقياس الجمال للمرأة هي أن تكون ممشوقة القوام ولا تزيد من وزن محدد وهذا عين العنصرية لأن كل منا له جماله الخاص الذي يتميز به حتى وإن لم يكن ظاهريا بل إن جمال الروح من أجمل ما يكون. لذلك يجب أن لا نخضع لضغوط المجتمع حيث جمالنا يكمن في اختلافنا.

الحكم أيضا على الغير من مظهره ومن ما يرتديه هل هو ماركة عالية ومعروفة أم غير معروفة، وهنا يتم تصنيف الناس لفئات، وهذا الشكل من أبشع صور العنصرية ولكن يختلف في أن الإنسان بذاته هو الذي يلهث وراء هذه الماركات الوهمية ويدفع أموالا طائلة ظنا منه أنه سوف يكون أعلى شأنا من غيره، وهذا يدل على النقص بداخله، حيث أن الإنسان هو الذي يعطي قيمة لما يرتديه وليس العكس.

وتؤكد أن، الأمومة لا تقتصر فيما تقضيه الأم من الوقت مع أبناءها في المنزل ولكن الأهم كيف تقضي وقتها معهم أي جودة الوقت أهم بكثير. لذلك لا يجب أن نحكم على الأم العاملة والتي تضع طفلها في الروضة بمرحلة ما أنها جاحدة ومهملة لطفلها لأنها لا تقضي معه الوقت الكافي ولكن ما الذي يثبت أن ربة المنزل تقضي وقتا مع طفلها ولا يضيع الوقت في أعمال المنزل تاركة ابنها دون اهتمام ورعاية كافية. أيضا يجب أن لا نفرض على الفتيات المقبلات على الزواج أن تتحيز لنوع من النوعين أيا كان ما هو ولنترك لها مطلق الحرية في اتخاذ قرارها لأنها هي من ستتحمل المسؤولية كاملة.

علماء التربية للأطفال يؤكدون أن فشل الطفل في الدراسة لا يؤكد فشله كإنسان بل لا يتناسب معه مادة دراسية بعينها. لذلك لا يعني أن درجات طفل ما قليلة تعطيه احترام أقل من غيره. ولا يعني أيضا أن المستوى المادي الأقل من الغير ينقص من الاحترام والتقدير. ولا يعني أيضا عدم دخول كلية بعينها بأن الشخص أقل ممن هم فيها.

تربية الرجال بالطرق الحديثة، ليست كما يظن البعض أنه يتمثل أن يقوم بمساعدة زوجته في أعمال المنزل و تربيته من الصغر على أن يكون زوج متعاون وتربية الفتاة على أن تكون زوجة صالحة. لا شك في أهمية ما سبق ولكن يجب أن نعمل على تربية انسان سوي صالح لأن عندما يكون إنسانا سويا يعرف حدود الله جيدا ويعرف حقوقه و واجباته ومحترما لذاته و لمن حوله، فبالتأكيد سيكون ابنا بارا وزوجا صالحا متعاونا وأخ وفي وصديق يوثق به.

تنظيم الوقت وترتيب أولياتنا واهتمامنا بصحتنا النفسية من أهم ما يكون لكل فرد.

وتقول د. سحر حامد، هناك قوة تأتي للإنسان من كثرة الخذلان وعدم الاهتمام من أقرب الناس لقلبه، أي يكون الإنسان ذو نوايا طيبة مع غيره ومن ثم يتحول من شخص هادئ ومُسالم لشخص آخر متسلط وقاسي لكثرة ما مر به من مواقف خذلان وخيانة وظلم. ويقوم الإنسان بإحاطة نفسه بهالة يحافظ بها على نفسه من أذيه الغير.

فكرة وجود من تلجأ إليه فكرة دافئة جدا وهي من أجمل النعم التي يجب أن نحافظ عليها. وإذا لم تجد من هو أهل لهذه الثقة فالله هو سند الجميع والملجأ الوحيد الدائم، وهو عز و جل الذي يقويك دائما ويغنيك عن من سواه. وأيضا يمكنك أن تكون أنت السند لمن حولك وهذا أجمل ما يكون.
التسامح مع من أذانا نفسيا ومن هم خذلونا ومن كانت تعليقاتهم جارجة لنا وتحمل لنا غيره وكره وحقد، هي من أعظم النعم إذ أن تصفية القلب والتماس الأعذار لمن حولك سينعكس عليك أنت بالراحة ويجعل قلبك خفيفا غير مثقل بما لا ينفعه. ويجب أيضا ألا ننسى حق أنفسنا في اعتزال ما يؤذينا.

وتذكر الكاتبة فيما بعد عدة موضوعات بعناوين (الهيبة، التكيف، الفيمنست، الصوت، الفطرة، الحزن، هارفارد، التطور، التسويف، يا انسان يا انسانة، سندريلا، اللانش بوكس، الصراحة، مهنة سامية وسامية انتحرت، الرياضة، أزمة الفكة، الالتزام، الكارير الأكاديميك).

تتناول الكاتبة العناوين السابقة بطريقة ممتعة عبارة عن نقد ساخر ومصحح لبعض المفاهيم المغلوطة التي يتناولها المجتمع.

شاهد أيضاً

أوبرا غارنييه … جولة في دار الأوبرا الفرنسية بباريس

عدد المشاهدات = 1119 بقلم الكاتبة/ هبة محمد الأفندي دار الأوبرا الفرنسية بباريس المعروفة بأوبرا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.