معرفة النفس لابد أن تبدأ من منطلق صحيح ومن منفذ يوصلنا إلى أعماق النفس وإن أبواب الله المشرعة لمعرفة النفس لا تعد ولا تحصى وهى وحدها التى توصل إلى المداخل الآمنة والسليمة ولو أيقن الإنسان ان الله كما هو الخالق للنفس البشرية هو وحده يعلم ما بداخلها وكيفية معالجة ما بها وإصلاحها فهو وحده من أودع ما بها من طاقات وأسرار لذا كان علينا ان نهتدى الى معرفة هذه النفس عن طريق ما هدانا الله تعالى اليه
قوله عز وجل :
(أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ) سورة
الملك١٤
فالله هو الذى خلق الإنسان وهو أعلم بطبيعته وأسرار تكوينه وخفايا نفسه وسبيلنا لمعرفه النفس ..القرآن تنزل لهداية الإنسان ولتعليمه وتنظيم حياته.. كتاب لإصلاح الإنسان وتربيتها وتهذيبها وعلاجها و هو باب الدخول لمعرفة النفس الإنسانية وتكمله السنة النبوية الشريفة
(إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ )
سورة يوسف ٢
القرآن هو الطريق المستقيم الذى يقود الإنسان لنضوجه الفكرى وتكامل حياته ..ومن جماله وتوازنه أنه ليس فيه مغالاه ولا وكيد ولا كراهية ولا تعصب يخاطب جميع العقول والقلوب ويخاطب كل الناس لإنشاء تصور خاص عن الوجود ونظام خاص فى الحياة وتكوين مجتمع خاص فى العلاقات …
(.. كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) سورة النور
فالإنسان يعيش فى الحياة وتحيط به أوضاع تقرر له حياة القلق أو حياة الطمأنينة وكل هذه الأوضاع متقلبة ومتغيرة …فإذا تغيرت نحو السئ أو الأسوأ ساد القلق حياة الإنسان وزاد أضرابه النفسى مما يجعله يشعر بالكآبة والأنقباض ويجعله عرضه لأمراض نفسية معقدة !
أما إذا تغيرت الأوضاع نحو الأحسن فإن الراحة تعم حياة الإنسان ويعيش مرتاحاً …
الراحة والطمأنينة أو السكينة لا يشعر بها إلا عن طريق الإيمان بالله والإيمان يريح بال الإنسان ويسلحه بالصبر وينزل فى قلبه السكينة
قوله عز وجل :
(سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ (٥)وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ (٦)) سورة محمد ٥-٦
لقد نسى الإنسان فى أحيان كثيرة نفسه وأهمل رعاية حقها ومصالحها فقد ضل طريق نفسه عندما أغفل طريق بابها…وهو القرآن وأتبع أنماط ونظم العيش التى أعتقد أنها تخدم حياته ولكنها لم تخدمه إلا بأشياء قليلة !
قوله عز وجل:
(إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَىٰ مَعَادٍ ۚ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ مَنْ جَاءَ بِالْهُدَىٰ وَمَنْ هُوَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ)سورة القصص ٨٥
أهتم بالمظاهر الخارجية وتعصب لأمور كثيرة ودافع عنها وأهدر بها قيمة نفسه الإنسانية …
قوله عز وجل :
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ)
سورة يونس ٥٧
هناك نفوس كثيرة تعيش فى الظلمات بعيدة عن النور ، وهناك نفوس كثيرة طغت عليها الميول المادية وأحوال الدنيا فأفقدتها سلامتها وجعلتها تعيش فى الأوهام والضياع …
فالقرآن هو خير علاج وهو خير شفاء للنفوس
قوله عز وجل :
وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا (الأسراء ٨٢)
أدعو معايا …
اللهم ارحمنى بالقرآن وأجعله لى إماما ونورا وهدى ورحمة.
اللهم ذكرنى منه مانسيت وعلمنى منه ماجهلت وارزقنى تلاوته آناء الليل وأطراف النهار وأجعله لى حجة يارب العالمين .
اللهم أصلح لى دينى الذى هو عصمة أمرى، وأصلح لى دنياى التى فيها معاشى، وأصلح لى آخرتى التى فيها معادى، وأجعل الحياة زيادة لى فى كل خير وأجعل الموت راحة لى من كل شر..