حياتي اليوم صحيفة إلكترونية يومية
مها حسن
المرأة ..عالم غريب تتميز بمشاعر دفينة واحاسيس مرهفة وطبيعة عطوفة فتريد من يحميها ويعرف مابداخلها ويعطى لها الاحساس بانواثتها فهى ليست شريكة عمر فقط لابن آدم لكى يستقر به الحال كما يردد البعض.. فهى من تعطى بوجودها الجمال.. فالمرأة ثقتها بنفسها هى الاساس واحترامها لكونها امرأة يعنى بالضرورة انما تتصرف بما بحيله عليها دينها وضميرها.
والحب، كلمة بألف معنى، فكثيرا ما وصفته قصص وروايات الغرام بأنه “عاطفة مطلقة فيها بتخلى الانسان عن ارادته فى ضبط حركته واتزان تفكيره مع بقاء الانسان محتفظا بحريته”.. فلكل انسان تعريفه الخاص لمعنى الحب ولكن عندما نخص المرأة فنكون امام معانى كثيرة للحب ولكنها غير واضحة للكثير.. فحواء هى من خلقها الله لكى تسعد آدم ويسعد بها ولكن يصعب على الرجل عموما ان يفهم مايدور بداخل عقلها.
مع كل ذلك كثيرا ما نرى المرأة مظلومة ومضطهدة ومهمومة فى مجتمعها.. وكثيرا ماتواجه المشاكل.. فلا تنال المساواة المطلوبة بالمقارنة مع الرجل الذى انحدر منه الحب وقيمه.
“حياتى اليوم” التقت عدة شحصيات يشكلون صورة بانورامية للمجتمع المصرى ومشكلاته مع الحب وطرق البحث عنه بشكل عام ولمشكلات الشباب بوجه خاص.. كل هذه العوالم تراها من خلال عيون النساء والرجال وموقفهم من الحب.
تقول الطبيبة عبير، ان الأمر بعد الجواز اصبح مختلف تماما واصبح لاوجود للحب بينهم بسبب زوجها الذى اصبح متسم بالانانية وكل هدفه ان يكسر ارادتها ويدمر طموحها, واضافت عبير ان التفاهم اصبح بينهم من اتجاه واحد عنده وبس، كما اصبح زوجها لايرى غير احتياجاته ومبيقدرش غير ظروفه وبقت المسئولية لديه محصورة في انه يجيب فلوس للبيت وبس اما سعادتك وفرحك والاهتمام بك وبمشاعرك فكان قبل الجواز واصفة ذلك بأنه زمان وعدى.
اما نوران محمد وهى (خريجة تجارة انجلش جامعة القاهرة )، ترى أن الحب فى زمانه اصبح كلمة مجردة من معناها الحقيقى، وان الحب الفعلى والحقيقى أصبح شيئا نادرا. واضافت “نوران” ان الشخص الذى يحب تكون مشاعره واحاسيسه بالطرف الآخر عالية حتى مع مرور الوقت فهم يهتمون ببعض ويخافون على مشاعر بعض طوال الوقت مثل بدايات الحب بينهم.
وعن رؤيتها للسبب الرئيسى لضياع الحب فى جيلها، تقول “هبة”: انها الانانية التى يتبعها احد الطرفين بقصد او بدون قصد وايضا الاهتمام الى بيكون فى الاول بس وكثير من تلك العلاقات سرعان ما تنتهى لانه بيكون هدفها الفضول بالتجربة وبس وليس الحب.
واخيرا اوضحت نوران انها تفضل العلاقات الى بيكون فيها الطرفين مذاكرين بعض كويس بمعنى انهم يعرفوا ازاى يسعدوا بعض ويعرفوا اهتمامات واحتياجات بعض والمشاركة بينهم فى الامور التى تتناسب مع بعضهم البعض مع حفظ الحدود التى بينهم والتى تكون اساسها الثقة.
فى المقابل، كان للرجل كزوج رأى مغاير تماما، فيقول محمد راضى موظف بنك متزوج، ان المرأة بعد الجواز تتميز بشحنة نكد غير طبيعية وتكون بسبب وبغير سبب..مؤكدا ان المرأة هي التى توصل الرجل لامتناعه عن حبه ومغازلتها مثلما كان قبل الزواج ..فعليها الاعتراف بأن الرجل يملك قلبا ومشاعر واحاسيس وعقل ووجهات نظر وكرامة مثلك تماما.. وانت لاتعلمين.. فيكون الخطأ مشتركا بينهما دائما.
ويذكر راضى مثالا حيا يعيشه مع زوجته بأنها لها وجهة نظر دائما بأنها طوال الوقت تعيش دور الضحية فى البيت.. وانك فى الشغل مبتعملش اى حاجة تجهدك او تتعبك.
اما محمد عثمان (خريج كلية الاعلام جامعة 6 اكتوبر )، فيرى ان بعض البنات يظلمن الرجال عندما ينسبن اليهم صفات نسيان الحب وعدم الاهتمام والانانية وغيره من صفات سلبية. ويرى محمد ان السبب الرئيسى لمعظم الاختلافات فى الحب واكتماله من عدمه وهو ربط الشريك التانى للاخر بسلسلة اى امتلاك مشاعره كلها الى الابد وده حاجة مستحيلة بالنسبة لبعض الرجال.
وتطالب هبة محمد عضو المركز القومى للمرأة، كل بنت عاوزه تتجوز تنزل للشارع وتشوف الراجل او الشاب المصرى بقى عامل ازاى ? وتشوفيه بقى شهم ازاى وتشوف عينه زايغة على كام واحدة ؟ والا وهو متحمل مسئولية بيته وعياله على القهوة . او وهو يبرر الخيانة عشان مجتمع معفن فيه لو الست خانته حيقتلها والناس تصفق له .
ومتنساش ده لما يبقى اب ويكبت ويدمر خلفته الى لو بنات هتقع كل منهن ضحية بكره لرجل مصرى آخر.
ويقول الدكتور علاء رجب استشارى الصحة النفسية، اننا نعانى فى مجتمعنا المصرى من مشاكل اجتماعية لاحصر لها..وأن مفاهيم الزواج والارتباط لدينا اصبحت غير موجودة.. واذا وجدت فانها مشوهة.. ونتيجة لهذا نشأت اجيال لاتعرف معنى الحب ولا مسئولياته ولا واجباته.
واضاف د. علاء، ان اذا كنا فعلا ننوى ان نعالج المجتمع فلنبدأ بأنفسنا أولا ونتعلم ما هو الحب ومنها ممكن ان نعرف اى قيم علينا ان نزرعها فى اطفالنا لعل وعسى ان ينشأ جيل جديد لعله يعرف حقا ما هو الحب. واخيرا يناشد د. علاء رجب، كل رجل ان ينظر لزوجته كشريكة حياته وليست خصما يفرض سيطرته عليه وان يحتوى المشاكل قبل اشتعالها بالاحترام والاهتمام لانه علاج سحرى للمشاكل الزوجية.
أخيرا ايتها المرأة اذا وجدت من يحبك بصدق فلا تخسريه وحاولى الحفاظ عليه.. فالحب اصبح عملة نادرة كالحظات السعيدة..وليرحل من يرحل فلن تهدم الدنيا ولا تغلق ابواب السماء. فالحب لا يأتي بالتوسل والرجاء..
واخيرا ايها الرجل اعلم ان المرأة لاتحلم بشخص كامل بل هى تبحث عن شخص يكمل ما ينقصها وهى تكمله.. فهى تعشق اصراره عليها وصدق مشاعره تجاهها.
