الجمعة , 19 أبريل 2024

داليا جمال تكتب: معاش استثنائي بقرار برلماني

= 4861

٣٣٠ طبيبا أو يزيد، هو عدد الأطباء البشريين الذين توفوا إلى رحمة الله بعد إصابتهم بفيروس كورونا أثناء نادية عملهم وفقا لبيان نقابة أطباء مصر.

العدد ليس قليل فهو يقارب دفعه كاملة من خريجي إحدى كليات الطب. . أصيب هؤلاء الأطباء بالمرض وهم يعلمون أنهم في بؤرة الخطر أثناء قيامهم بواجبهم. . كثير منهم رأي زميله يموت من جراء العدوي أمام عينيه، ومع ذلك لم يتراجع عن مهمته في مستشفيات العزل وتلبية نداء الواجب، لم يخافوا علي أنفسهم وعلى ذويهم. . وبرغم الاحتياطات إلا أن المرض تخترق كل التدابير ليفتك بهم. . اختار الموت كل هذا العدد من خيرة أبناء مصر فمنهم أساتذة كبار وعلماء وأغلبهم من شباب الأطباء. . منهم من أصيب بالوباء وتم علاجه ثم عاد لعمله فور شفائه مرة أخرى غير مكترث لشيء سوي الإصرار على إنقاذ أرواح المرضي. وأصيب مرة أخرى ولقي ربه، لأن الدافع لديهم كان الواجب الإنساني فقط. . كالجندي في المعركة تماما.

ومع كل هذه التضحيات فإن ما يتلقونه هو عائد مادي لا يذكر ورواتب حكومية تلامس الحد الأدنى للمرتبات، لكنهم يراعون ضمائرهم لا غير وبرغم أن الطبيب إذا تخلي عن عمله الحكومي لن يدخل السجن أو ( يتسول ) لأن أصغر طبيب سنا وخبره لو اشتغل في مستوصف خاص هي قبض أضعاف مرتبه، لكنهم اختاروا العمل بمستشفيات العزل بالأيام والأسابيع بل. . ربما تمتد لشهور دون العودة لبيوتهم.

إذن فلا أقل من معاش استثنائي بقرار من البرلمان لكل طبيب توفي بكورونا وخاصة من كان يعمل في مستشفيات العزل، ولا يكفي ما تقوله وزيرة الصحة من احتساب وفاة هؤلاء الأطباء إصابة عمل!

ومن المؤكد أن البرلمان المصري لن يجد من يعترض إذا أقر اي رسوم لهذا الغرض. وتكتسب دورته الحالية احترام وتقدير جموع الشعب المصري، تقديرا لأرواح شهداء مصر من أطباء معركة الكورونا، ويحفظ لأطباء مصر العلماء كرامتهم بعيدا عن محاولات بعض المسئولين لبخسهم أبسط حقوقهم علينا، مرة بمحاولات اعتبار موتهم إصابة عمل، ومرة برفض تنفيذ هذا القرار، بحجة أن القوانين واللوائح لاتسمح وغيرها من الحجج والمبررات التي تهين مهنتهم ودورهم العظيم.

وليتنا نخلد أسماء وذكري أبطالنا الأطباء شهداء معركة الكورونا بنصب تذكاري يليق بهم. . ومنح ذويهم امتيازات في الدراسة واشتراكات الأندية، . . كأقل تقدير لمن توفاه الله منهم، ورفعا للروح المعنوية لمن مازال يقاتل المرض ويحمي الأرواح بالمستشفيات. ولهم منا جميعا كل الاحترام والامتنان وكل الدعاء بالسلامة.

————–
* مدير تحرير أخبار اليوم.

شاهد أيضاً

داليا جمال تكتب: صلاة الرجال مع النساء.. باطلة!

عدد المشاهدات = 3847 نشر فضيلة الإمام الأكبر الشيخ أحمد الطيب على صفحته الرسمية على …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.