الجمعة , 29 مارس 2024

“عـزيـزي مجـهول الاسـم”.. قصة قصيرة بقلم مريم عبدالرحيم

= 2876

مُـنذ أكـثر من ثـلاثِ سـنواتٍ نلتقي هـنا في محـطة القـطار، تـجلس أمـامي وتفصُلنا القـضبان، تنـظر لي مُـتأملًا بابتـسامةٍ خـفيةٍ لا مـعنى لها.

أتـذكرُ عنـدما لـمحتك صـافنًا أمـامي لأول مـرة وعـزمتُ حـينها أنَّ تـلك النـظرة العـميقة لـيست لـشخصي، والتفـتُ يـسارًا ويـمينًا لكن ثـباتك على مـوقفك اربـكني حقًا، كـنتُ أنا من تَـقصد بنـظراتِك على حـد فـهمي..لكن لماذا؟
أسـأل نفسي هـذا السـؤال منـذ التقيت بك مـرارًا وتـكرارًا لكن لم أجـد إجابـةً إلي الآن..
أهـذا إعـجاب؟!
وإذا كـان، مـا الذي يـمنعك من البَـوحِ به؟
مـا الذي يـمنعك من قـول مـرحبـًا أنـا كـذا؟

أتذكرُ اخـتفاءَك فجـأةً لشـهرٍ كـامل في عـامِنا الأول، في البداية وجـدته مُـبررًا لكي أنـساكَ، لكن في الـواقع كـنت أفـكرُ فـيكَ أكـثر وأبـحثُ عـنك يـوميًا فـي أنـحاء محـطة القـطار، البعد عنكَ جَعلني كمجاذيبِ الشوارع.

وعـندما صـادفتكَ مـرةً أخـرى كُـنا في فـصل الشـتاء وسـعدتُ لرؤيـتكَ بشكلٍ، لكـنكَ كـنت شـاردًا وكـان يـبدو عـليكَ الحـزن، لو تـعلم كم كـنتُ أرغب حقًـا بمحـادثتِك لكن نحـن في عـينِ الواقـع غُـرباء.

ومـرت الشـهور ولم أعـدْ ألقـاكَ في محـطة القـطار، وبـدأتُ اتأقلم على عدم رؤياكَ وأيـقنتُ حـقًا أن طـريقنا مَـسدود، لكن الحـياة كانت لها رأيٌ أخـر..
لتـهمس لي: لا ليس الآن..لم تَحنْ النهـاية بعد..لازال لـديكما بعض الـوقت الإضافي لأجلٍ غـير مسمى..

لأجـدكَ زَمـيل الصـف وأصـبحنا نـستقلُ القـطار نفـسه، ومـازالت تـلك الابتسـامة الـمرسـومة على وجـهكَ وعلامـات التعـجب على وجـهي أنا، ومـرت لـيالٍ وشـهور وسنـين هـنا.. أنـت وأنـا والوقـت الإضـافي الذي يـمر بـلا جـدوى.

شاهد أيضاً

عندما يتوقف المطر … بقلم: مريم الشكيلية – سلطنة عُمان

عدد المشاهدات = 6617 عندما التقيتك أول مرة في ذاك اليوم الربيعي الهادئ على الجانب …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.